محامو تونس في مسيرة تنديدا بالحرب في غزة وللمطالبة بوقف العدوان... صور

مرتدين العباءات السوداء ورافعين أعلام فلسطين بمحاذاة أعلام بلادهم، خرج المحامون التونسيون، اليوم الأربعاء، في مسيرة وطنية تنديدا بالحرب المتواصلة على قطاع غزة.
Sputnik
المسيرة التي انطلقت من أمام مبنى مدينة الثقافة في العاصمة تونس، وجابت شارع محمد الخامس وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة تونس، شهدت حضورا حاشدا من المواطنين التونسيين، وكذلك منظمات المجتمع المدني والحقوقيين الذين تجمعوا للمطالبة بوقف الهجمات العنيفة على غزة، والإدانة الحازمة للتهجير القسري الذي يُمارس ضد المدنيين الفلسطينيين.
وصدحت حناجر المشاركين بشعارات تطالب بإدانة العدوان وتجريم التطبيع مع إسرائيل وطرد سفراء الدول التي قال المتضاهرون إنها شريك في الحرب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث رفع المتظاهرون شعارات من قبيل: "بالروح بالدم نفديك فلسطين"، "الشعب يريد تجريم التطبيع"، "طرد السفير واجب".
محامو تونس في مسيرة تنددا بالحرب في غزة وللمطالبة بوقف العدوان

التنديد بالعدوان وطلب المحاسبة

وأكد عميد المحامين حاتم المزيو، في تصريح لـ"سبوتنيك"، أن هذه المسيرة جاءت لتوحيد الصوت التونسي في رفض العدوان على قطاع غزة، وقال: "هذه المسيرة الوطنية ترفع شعارات متعددة يوحدها مطلب وقف العدوان ومخططات التهجير القسري والتنديد بالمجازر الإسرائيلية التي ترتكب في حق الأطفال والنساء والمدنيين العزل".
ولفت المزيو، إلى أن المحامين جاؤوا نصرة لقضية فلسطين، لأن المخطط الإسرائيلي، لا يستهدف غزة فقط، وإنما كل المنطقة العربية في إطار تحقيق حلمه بقيام دولة إسرائيل الكبرى، مشددا على أن غزة لن تكون سوى البداية ما لم تتوحد جهود الأمة العربية والعالم لوضع حد لآلة الحرب الإسرائيلية التي انتهكت جميع الحقوق الإنسانية.
محامو تونس في مسيرة تنددا بالحرب في غزة وللمطالبة بوقف العدوان
بدورها، قالت المحامية ليلى حداد، في تصريح لـ "سبوتنيك": "أمام المشاهد المفجعة والموجعة للمقابر الجماعية في غزة، وأمام صمت الحكام العرب والمجتمع الدولي وتخليهم عن أطفال غزة ونسائها وعن حق الفلسطينيين في وطنهم، فإن أضعف الإيمان هو التحرك في الشوارع وإيصال صوتهم للعالم".
ولفتت الحداد، إلى أنها جاءت مع المئات من المحامين والمواطنين التونسيين للمشاركة في هذه المسيرة الوطنية من أجل إبلاغ غضبها من الصمت المريب إزاء تواصل الاعتداءات الوحشية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي في حق الغزاويين وانتهاك الهدنة المتفق عليها وعودته إلى الرصاص وإلى القتل البطيء.
وأضافت: "وكأن القنابل والرصاص والغارات الوحشية لا تكفي ليلجأ الجيش الإسرائيلي إلى منع المساعدات الإنسانية والغذائية والاستشفائية من الوصول إلى قطاع غزة، إنهم يمارسون سياسة التجويع الممتهج والقتل البطيء لسكان غزة".
محامو تونس في مسيرة تنددا بالحرب في غزة وللمطالبة بوقف العدوان
وشددت الحداد، على أن المسيرة التي نظمها المحامون بدعوة من الهيئة الوطنية للمحامين هي من أجل نصرة غزة ونصرة القضية الفلسطينية التي قالت إنها ليست قضية العرب فقط وإنما هي في الأصل كونية ويجب أن يتعاطف معها كل العالم لأنها تتعلق بحق كوني وهو حق الشعوب في تقرير مصيرها على أرضها.
وقالت المحامية، إن المحامين يطالبون أيضا بمحاسبة إسرائيل على المجازر التي ترتكبها في حق الغزاويين، مذكرة بالشكاية التي رفعتها هيئة المحامين التونسيين إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد المسؤولين عن حرب الإبادة في غزة والتي تضمنت حججا ومؤيدات توثق الجرائم البشعة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة.

تجريم التطبيع وطرد السفير الأمريكي

من جانبه، أكد عضو تنسيقية العمل من أجل فلسطين، وائل نوار، أن الشارع التونسي تحرك استجابة لكل القوى الداعمة للحق الفلسطيني، وقال لـ "سبوتنيك": منذ عودة القصف في غزة ومنذ خرق هدنة اتفاق وقف إطلاق النار وعودة الحرب تكثفت التحركات في الشارع التونسي بقيادة الطلبة والتنسيقية والمحامين حاليا".
محامو تونس في مسيرة تنددا بالحرب في غزة وللمطالبة بوقف العدوان
وشدد نوار، على أن هذه المسيرة الوطنية تهدف إلى إبلاغ مطلبين رئيسين للسلطات التونسية، أوّلهما تجريم التطبيع مع إسرائيل وتمرير مشروع القانون الذي تعطّل في البرلمان، وثانيهما طرد السفراء الداعمين للحرب على غزة وعلى رأسهم السفير الأمريكي. إلى جانب مطالب أخرى عامة رفعت في جميع أنحاء العالم على غرار استقبال الجرحى الفلسطنيين والمساهمة في إعادة الإعمار ووقف إطلاق النار ورفع الحصار.
وأضاف: "حتى لو كان طرد السفراء غير ممكن، فيمكن لتونس على الأقل أن تعلّق عضويتها في حلف الناتو وأن تقيّد حركة سفراء الدول الداعمة لإسرائيل.
ويرى نوار أن الخطاب الرسمي لتونس هو من أفضل الخطابات نصرة للقضية الفلسطينية، ولكن لم تقابله أية إجراءات على أرض الواقع.
محامو تونس في مسيرة تنددا بالحرب في غزة وللمطالبة بوقف العدوان

دعوة للحشد العالمي

وفي تصريح لـ "سبوتنيك"، قال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، سمير الشفي، إن "الاتحاد الذي هو عنصر أصيل في دعم القضية الفلسطينية منذ فترات طويلة من اندلاع هذه القضية، لا يمكن أن يكون إلا موجودًا في طليعة التحركات الشعبية النضالية دعمًا لنضال الشعب الفلسطيني".
ولفت الشفي إلى أن هذه المسيرة تحمل مطلبا واضحا وهو وقف الحرب التي تشن ضد الغزاويين والتي أدت إلى زهق أرواح أكثر من 60 ألف فلسطيني بينهم أطفال ونساء وجرح الآلاف.
محامو تونس في مسيرة تنددا بالحرب في غزة وللمطالبة بوقف العدوان
وأضاف: "هذه المسيرة تتضمن أيضا دعوة لكل النظم العربية بضرورة إيقاف جميع أشكال التعاون والاعتراف والتطبيع مع إسرائيل تريد أن تحوّل المنطقة العربية إلى بؤرة للاقتتال في إطار تنفيذه لحلمه المزعوم الذي يتجاوز حقائق التاريخ والجغرافيا لبناء ما يسمى دولة إسرائيل الكبرى".
ودعا الشفي المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته الذي يرى فيه تواطئا ، مشددا على ضرورة تكثيف التحركات على المستوى العربي والإسلامي والدولي لإيقاف هذه الحرب والنضال من أجل إنهاء الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف".
وتتزامن التحركات الشعبية في تونس مع تحركات مماثلة في العديد من الدول العربية وفي مناطق مختلفة من العالم تنديدا بالحرب المتواصلة في غزة.
مناقشة