قال هاينريش هيملر لطبيبه فيليكس كيرستن، وهو يشرح له سبب إبادة اليهود: "علينا أن نقدم على هذا، لأنه إن لم نفعل، ستظل الأرض عقيمة، فماذا كان يقصد بذلك؟ كان يقصد أنه لكي تثمر هذه الأرض ولكي تزرع وتستثمر، يجب تسليمها إلى إنسان ذي ثقافة عالية". ثم أضاف: "حينها ستصبح هذه الأرض كاليفورنيا أوروبا، وها هي مجددًا هذه المقارنة مع كاليفورنيا، حيث جرى إبادة مروّعة للسكان الأصليين (الهنود الحمر) في منتصف القرن التاسع عشر. وفي حواره مع كيرستن، يذكّره هيملر، قائلاً: "وماذا فعل المستوطنون الأوروبيون في أمريكا؟ لقد أبادوا الهنود بلا رحمة من أجل المستقبل". وأوضح هيلر: "كانت هذه المقارنات مهمة جدًا بالنسبة لهم. ونسمعها تتكرر أيضًا على لسان هانس فرانك، حاكم الحكومة العامة في بولندا المحتلة. ونسمعها من كونراد ماير، أحد ضباط قوات الأمن الخاصة وأستاذ جامعي، الذي عمل على "الخطة العامة للاستيطان"، والذي قال إن "أمريكا الشعوب الجرمانية تقع في أوروبا الشرقية". ونسمعها من هيرمان غورينغ، الذي قال لعالم النفس الأمريكي غوستاف غيلبرت في نورمبرغ: "أمريكا قد حصلت بالفعل على مجالها الحيوي بالحروب والإبادة الجماعية، ولذلك فإن ما فعلته ألمانيا لم يكن استثناءً". ونسمعها من العديد من الشخصيات السياسية الأخرى في ألمانيا النازية".