إعصار دبلوماسي داخلي وخارجي يضرب إسرائيل... التحالفات تتصدع والاقتصاد يترنح

تشهد إسرائيل توقيتا غير مسبوق في تاريخها السياسي والدبلوماسي، من الناحية الداخلية والخارجية، حيث يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واحدة من أعنف العواصف التي واجهها خلال مسيرته السياسية، فيما يشتد الضغط السياسي الخارجي على إسرائيل من جمع الاتجاهات.
Sputnik

شرخ إسرائيلي عميق واتهامات خطيرة

تتصاعد الأصوات المعارضة في الدتاخل الإسرائيلي وتشتد حدة الاحتجاجات فيما بدأت تتعالى الأصوات المنددة، حيث شن رئيس حزب الديمقراطيين المعارض، الجنرال السابق يائير غولان، هجوما شرسا واتهم نتنياهو في السابق بـ"تمويل حماس بمليارات الدولارات"، وبتعطيل صفقات إطلاق سراح الرهائن في سبيل البقاء في السلطة.

وصف رئيس حزب الديمقراطيين المعارض سياسات حكومة نتنياهو بأنها تميل إلى "الفاشية والتهجير الجماعي وقتل المدنيين"، مشددا على أن "الدول العاقلة لا تمارس الحروب كهواية".

أول تعليق لنتنياهو بشأن مقتل موظفين اثنين بالسفارة الإسرائيلية بواشنطن
وصعد وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون من انتقاداته العلنية، ووجه اتهاما حادا لنتنياهو مشيرا إلى أن "يقتل الفلسطينيين كمنهج أيديولوجي لا كاستراتيجية أمنية"، محذرا من أن هذه السياسات "ستحول إسرائيل إلى دولة مارقة في نظر المجتمع الدولي".

وصف رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، الذي لطالما مثل الجناح الأمني البراغماتي، ما يجري في غزة بأنه "جريمة حرب بلا هدف ولا أمل"، منتقدًا عجز حكومة نتنياهو عن حماية أرواح المدنيين من جهة أو تحرير الرهائن من جهة أخرى، في مؤشر على حجم الأزمة السياسية التي تواجه نتنياهو.

الساحة الدولية تلتهب في وجه إسرائيل

انفجرت أزمة دبلوماسية مدوية بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على بعثة دبلوماسية في جنين، الأمر الذي كان له تبعات كبيرة وردود فعل عنيفة من دول أوروبية بينها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا التي استدعت على الفور سفراء إسرائيل لديها.
وزير خارجية إسرائيل: على اتصال بالسلطات الأمريكية بشأن مقتل موظفين اثنين بسفارة بلادنا بواشنطن

إدانات أوروبية لإسرائيلي وتلويح بمطرقة العقوبات

شهدت الساعات الأخيرة إدانات أوروبية غير مسبوقة، وبيانات مشتركة تطالب الجانب الإسرائيلي بوقف فوري للعمليات العسكرية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث لوحت نائبة رئيس الوزراء الإسباني بضرورة فرض عقوبات على إسرائيل، بهدف وقف المجازر التي تُرتكب "على مرأى العالم"، فيما دعا الرئيس الكندي، ومعه الرئيس الفرنسي والبريطاني، إلى إنهاء الحرب.

الاقتصاد يتداعى والتحالفات تتصدع

حذرت وسائل إعلام إسرائيلية من التبعات الاقتصادية التي قد تواجه إسرائيل في الوقت الحالي، التي تتأثر بشكل كبير مع الواقع الأمني في البلاد والتحديات السياسية الداخلية والخارجية، في أزمة مركبة لم تشهدها تل أبيب منذ عقود، حيث تتوالى الإدانات، والاقتصاد يترنح، والتحالفات تتصدع، والشارع يزداد احتقانًا، في وقت ويجه فيه خصوم نتنياهو اتهامات للأخير باستغلال الحرب كأداة للبقاء في الحكم.
مناقشة