وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، في محادثات مغلقة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وصف منسقو الـ"شاباك" الميدانيون المسؤولون عن منطقتي القدس والضفة الغربية، ترشيح زيني بأنه "ذو دوافع سياسية".
ونُقل عنهم أنهم أعربوا عن قلقهم من أن آرائه "المتطرفة"، التي تتعارض مع القيم الأساسية للجهاز، وقد تُلحق الضرر بطابعه غير الحزبي.
وفي الوقت نفسه، لم تُقدم أي استقالة رسمية، وفقا للصحيفة الإسرائيلية، ولم يعلق عمل الجهاز الأمني.
وفي تسجيلات سُربت له، أعرب زيني عن أسفه "للتوتر الشديد" بين أهداف الحرب المتمثلة في تدمير حركة حماس الفلسطينية، واستعادة الرهائن المحتجزين لديها.
وتابع زيني حديثه لسكان التجمعات الحدودية، قائلًا إن "القضية الأهم هي تدمير "حماس" و"الجهاد الإسلامي".. هذا هو الجزء الأهم، وهذا ما نعمل عليه".
هذه التعليقات أثارت غضب الحاضرين، الذين اتهموا زيني بـ"عدم فهم مسؤوليات الجيش الإسرائيلي ودوره في حماية الحدود".
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن تصريحات زيني، "تُشير إلى انحراف كبير عن رؤية سلفه المنتهية ولايته رونين بار"، مُشيرةً إلى "تحول في رؤية نتنياهو، لدور جهاز الـ"شاباك" في الحرب الدائرة واستراتيجيته الدفاعية الأوسع".
وكان زيني، قد قال خلال مناقشات داخل هيئة الأركان العامة، العام الماضي: "أنا ضد صفقات المحتجزين، هذه حرب أبدية"، وهو موقف أثار قلق عائلات المحتجزين في غزة.
وتجدّدت المخاوف في الداخل الإسرائيلي، مع استمرار المساعي لإطلاق سراح 58 محتجزا إسرائيليا ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس الفلسطينية، إذ عبّرت مصادر مطّلعة عن خشيتها من أن تعيق رؤية زيني المتشددة تقدم المفاوضات.
واندلعت الخميس الماضي، مواجهات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين وسط تل أبيب، عقب إعلان نتنياهو، تعيين اللواء دافيد زيني، رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
يذكر أن نتنياهو كان مصرًا على أن إقالته لرونين بار، سببها أنه فقد الثقة فيه، أما رئيس الـ"شاباك" نفسه ومنتقدو نتنياهو، فقد قدّموا رواية مختلفة تمامًا، وهي أن "نتنياهو يسعى إلى إقالة رونين، لأن الجهاز يحقق مع أقرب مساعدي نتنياهو بشأن علاقات مزعومة مع قطر، واتهامات بأن بعض هؤلاء المساعدين مارسوا ضغوطًا غير مناسبة لصالح قطر، بما في ذلك تلقي أموال من الحكومة القطرية".