"يعكس فيودور دوستويفسكي الصراع بين الخير والشر في أعماله بشكل عميق ومعقد، من خلال شخصياته المضطربة، وصراعاتها الداخلية، والأسئلة الوجودية التي تطرحها. ويقدم رؤية إنسانية تظهر الشر كجزء من الطبيعة البشرية، بينما الخير كاحتمال للخلاص".
"لو نظرنا لرواية "الجريمة والعقاب"، نجد أن بطل الرواية روديون راسكولنيكوف يرتكب جريمة قتل بدافع نظريته عن "الإنسان الاستثنائي"، لكنه يكتشف أن الشر ليس مجرد فعل، بل عبء نفسي لا يُحتمل. أما في رواية "الإخوة كارامازوف" نجد أن إيفان يجادل بأن "كل شيء مسموح إذا لم يكن الله موجودًا"، لكن شكه الفلسفي يقوده إلى الجنون بعد اعتراف سميردياكوف بالجريمة. وهنا يظهر دوستويفسكي أن الشر نتيجة الفراغ الروحي ورفض الأخلاق المطلقة. في النهاية، دوستويفسكي يظهر أن الخير والشر ليسا قطبين منفصلين، بل صراعا داخليا في كل إنسان، وأن الانتصار للخير يحتاج إلى إرادة وجهد دائم. لذلك، أعماله تبقى صادمة ومحيّرة، لأنها ترفض التبسيط".