راديو

كيف يعكس فيودور دوستويفسكي الصراع بين الخير والشر في أعماله؟

في حلقة اليوم من برنامج "الإنسان والثقافة" على أثير إذاعة "سبوتنيك": الصراع بين الخير والشر في أعمال فيودور دوستويفسكي الأدبية؛ بوتين يهنئ مسلمي روسيا بعيد الأضحى المبارك؛ بوتين يدعو للاحتفال بيوم لغات شعوب روسيا في ذكرى ميلاد رسول حمزاتوف؛ موسكو تحتفي بالكاتب والمفكر سهيل فرح.
Sputnik
في عالم الأدب، حيث تتحول الكلمات إلى نوافذ تطل على أغوار النفس البشرية، يقف فيودور دوستويفسكي عملاقا لا يضاهى. فدوستويفسكي لم يكن مجرد روائي، بل كان فيلسوفا يغوص في دهاليز الوجود، ومحققا نفسيا يكشف أسرار النفس البشرية بجرأة لا مثيل لها. عبر رواياته، لم يرو لنا قصصا فحسب، بل قدم تشريحا دقيقا للإنسان بكل تناقضاته: إيمانه وشكوكه، جرائمه وتوبته، وسط زحام الحياة.
حول هذا الموضوع، قال الباحث في تاريخ الأدب والثقافة الروسية، حسين فقيه:

"يعكس فيودور دوستويفسكي الصراع بين الخير والشر في أعماله بشكل عميق ومعقد، من خلال شخصياته المضطربة، وصراعاتها الداخلية، والأسئلة الوجودية التي تطرحها. ويقدم رؤية إنسانية تظهر الشر كجزء من الطبيعة البشرية، بينما الخير كاحتمال للخلاص".

وأضاف فقيه في حديث لبرنامجنا:

"لو نظرنا لرواية "الجريمة والعقاب"، نجد أن بطل الرواية روديون راسكولنيكوف يرتكب جريمة قتل بدافع نظريته عن "الإنسان الاستثنائي"، لكنه يكتشف أن الشر ليس مجرد فعل، بل عبء نفسي لا يُحتمل. أما في رواية "الإخوة كارامازوف" نجد أن إيفان يجادل بأن "كل شيء مسموح إذا لم يكن الله موجودًا"، لكن شكه الفلسفي يقوده إلى الجنون بعد اعتراف سميردياكوف بالجريمة. وهنا يظهر دوستويفسكي أن الشر نتيجة الفراغ الروحي ورفض الأخلاق المطلقة. في النهاية، دوستويفسكي يظهر أن الخير والشر ليسا قطبين منفصلين، بل صراعا داخليا في كل إنسان، وأن الانتصار للخير يحتاج إلى إرادة وجهد دائم. لذلك، أعماله تبقى صادمة ومحيّرة، لأنها ترفض التبسيط".

التفاصيل في الملف الصوتي المرفق...
مناقشة