وقال إن ثقته تراجعت عما كانت عليه قبل شهرين، مؤكدا أن واشنطن لن تسمح لطهران بتطوير سلاح نووي من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية.
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قال إن بلاده لن "ترضخ لإملاءات" الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مبينا أن أعداء بلاده يحاولون إثارة فتنة داخلية.
يأتي هذا في وقت قدمت فيه روسيا خيار المساعدة بأفكار يمكن الاستفادة منها في عملية التفاوض، وأيضا على الصعيد العملي من خلال تصدير المواد النووية الزائدة التي تنتجها إيران وتعديلها لاحقا لإنتاج وقود للمفاعلات.
وبعد كل هذا، أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قرارا بـ"عدم امتثال إيران" لالتزاماتها بالضمانات النووية، بينما أدانت الخارجية الإيرانية وهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، قرار المجلس معتبرين أنه سياسي.
في هذا الملف قال الكاتب والمحلل السياسي، جبار سعيداوي، إن الولايات المتحدة تحاول منع إيران من الحصول على حقها بالتخصيب داخل أراضيها، مشيرا إلى أنها أصبحت قضية أمنية للدفاع عن البلاد.
وأوضح أن واشنطن تتذرع بالمواقف الأخيرة حتى تتجه للخيار العسكري عن طريق إسرائيل، في ظل أن ما قدمته لا يعتبر مقترح معتدل، لأن تخصيب اليورانيوم لا بد أن يكون داخل البلاد ولا بديل عنه.
ويرى سعيداوي أن إيران لم تخرج من إطار القانون الدولي وما يتعلق بمراقبة تحركاتها النووية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في نفس السياق، قال أستاذ الدراسات الإيرانية، أحمد لاشين، إن ملف تخصيب اليورانيوم خط أحمر لدى طهران باعتباره هدفا قوميا في اتجاه الطاقة والصناعة والطب.
وذكر أن تصريحات الرئيس الأمريكي مرتبطة بممارسة مزيد من الضغط على الجانب الإيراني، ومرتبطة أيضا بالرغبة الإسرائيلية في نفس الاتجاه، وفي ظل الإعلان عن الجولة السادسة من المباحثات في مسقط يوم الأحد المقبل.
واعتبر قرار مجلس محافظي الوكالة الذرية نقطة فاصلة في تاريخ علاقة إيران بالوكالة، لأن القرار لو تم تفعيله يعني العودة لمجموعة من العقوبات على طهران.
من جهته يرى المؤرخ والباحث السياسي، علي أکرم زعیتر، أن واقع الأمور بين وكالة الطاقة الذرية وإيران والترويكا الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وصلت إلى حافة الهاوية.
وأوضح أن هذا يعني وجود اتفاق ضمني أو غير معلن بين أمريكا وأوروبا والوكالة لإجراء مزيد من الضغوط على إيران، قد تفضي إلى حل يتمثل في إرغام إيران على القبول بتخصيب اليورانيوم خارج أراضيها، لافتا إلى أن هذا الأمر مرفوض كليا من قبل المسؤولين في إيران.
وأضاف أن الأمور قابلة للأخذ والرد، ومفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل التصريحات الإيرانية التي تحمل مضامين معينة لفتح ثغرة في جدار المفاوضات.