راديو

هل تستمر دول الخليج على الحياد إذا تواصل التصعيد بين إسرائيل وإيران؟

فرضت العمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل الكثير من السيناريوهات على المنطقة وبشكل خاص دول الخليج، التي تضم العديد من القواعد العسكرية الأمريكية، ما قد يضع هذه الدول في حرج شديد رغم المواقف المعلنة والحيادية وإدانة العدوان الإسرائيلي والدعوة إلى التهدئة ووقف إطلاق النار.
Sputnik
وفي موقف موحد أدانت دول الخليج العربية الهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبرته "انتهاكا صارخا للقانون الدولي" و"عدوانا غاشما يهدد أمن المنطقة واستقرارها".

وفي حديثها لـ"سبوتنيك"، قالت أستاذة العلوم السياسية، الدكتورة نورهان الشيخ، إن "الخليج يرتبط في معظمه بعلاقات قوية وجيدة الآن مع إيران، وقد طورت المملكة العربية السعودية كثيرا من علاقتها وتعاونها مع إيران، وتبادلت معها زيارات عالية المستوى، كذلك الإمارات، وهؤلاء هم أكثر الأطراف المعنية بالعلاقة مع إيران.

وقالت الشيخ: "في الوقت ذاته هناك تعاون مهم بين الإمارات وإسرائيل في إطار اتفاقات إبراهام، وبالتالي تحاول دول الخليج الوفاء بالتزاماتها تجاه الأمة الإسلامية من ناحية خاصة السعودية، وفي نفس الوقت الحفاظ على قدر من الحياد الأقرب إلى تأييد إيران، بمعنى محاولة التهدئة والوصول إلى التسوية السلمية ووقف التصعيد لأن التصعيد ليس في صالح دول الخليج".
وأشارت الخبيرة إلى أن "إيران كانت واضحة عندما أكدت أنه ما لم يتم مهاجمتها من أي طرف فلن تقوم بمهاجمتهم وهذا مهم، كما أن دول الخليج لن تسمح بانطلاق أي عمليات عسكرية من أراضيها، وبالنسبة لقطر فهناك قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة لكن هناك بدائل كثيرة منها قواعد في تركيا وحاملة الطائرات أو غيرها، لكن أعتقد أن الدول العربية بمن فيها قطر لن تسمح بانطلاق ضربات صوب إيران من أراضيها، لأن هذا يعني بشكل أو بآخر طرفا في الصراع".
وأوضح المحلل السياسي، مبارك العاتي، أن "دول مجلس التعاون الخليجي والسعودية وأشقاءها معنيون بعودة الهدوء والاستقرار في منطقة الخليج ذات الأهمية الاستراتيجية العالمية، ولهذا وظفت السعودية علاقاتها المتنامية مع الجانب الإيراني لصالح قيام حياد خليجي استراتيجي إيجابي يصب في اتجاه نزع فتيل الأزمة، لكن من السابق لأوانه الحديث عن هدنة أو وساطة بين الجانبين نظرا لأن الحرب لا تزال في بدايتها"، مشيرا إلى أن "المنظومة الخليجية معنية بتطورات الحرب ومآلات ومسارات توجهات الحرب".

وقال العاتي إن المنطقة "لا تزال تنتظر توجهات الإدارة الأمريكية، والتدخلات الأمريكية والبريطانية وإلى أين ستتجه بهذه الأزمة"، مشيرا إلى أن "لدى دول الخليج علاقات مميزة مع الجانب الأمريكي ولديها أيضا علاقات من الثقة المبنية مع الجانب الإيراني، وبعض الدول الخليجية لديها علاقات قوية مع إسرائيل ويمكن للمنظومة الخليجية بالفعل القيام بدور وسيط خاصة أن سلطنة عمان وهي أحدى دول مجلس التعاون الخليجي توسطت بين الإيرانيين والأمريكيين وربما ترتسم ملامح هذه الوساطة من جديد إذا أرادت تل بيب وطهران العودة إلى التفاهم".

وأكد الخبير أن "هناك انخراط غربي في هذه الحرب ويبدو أن إيران بدأت تميل إلى طلب المفاوضات رغم أن هناك نبرة وطنية وعلو في الطلبات ربما لحفظ ماء الوجه في الداخل الإيراني، ولهذا تبذل السعودية جهودا مع الجانب الإيراني، وجاهزون لتقديم كل الضمانات والدعم السياسي في سبيل إقناع كلا الطرفين الإيراني والإسرائيلي، وأيضا الولايات المتحدة للجلوس على طاولة المفاوضات من جديد".
وتابع: "تم فتح مسارات سياسية بالفعل عبر سويسرا وأعتقد أنها ستكون بوابة خلفية للتواصل بين إيران وبين الولايات المتحدة، وقال البيت الأبيض إن هناك لقاء مرتقب بين وزيري خارجية البلدين ربما يمثل الفرصة الأخيرة".

إعداد وتقديم: جيهان لطفي

مناقشة