فقد أثّرت هذه الحرب على الملف الفلسطيني، وحوّلت انتباه القوى الدولية المطالِبة بوقف العدوان على غزة، وتعطلت الجهود الرامية إلى التهدئة وتبادل الأسرى، بينما استمرت آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف المدنيين وتوسيع رقعة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس.
نناقش تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على القضية الفلسطينية، وتحديدا على قطاع غزة، الذي يعيش واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية تحت وطأة القصف والحصار، في وقت تتراجع فيه الأولويات الدولية وتتقدم حسابات القوة والصراع الإقليمي.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، د. جهاد الحرازين، إن "هناك مجموعة من الآثار ترتبت على هذه الحرب بين إيران وإسرائيل، مثل لفت الأنظار عما يجري في قطاع غزة والمناطق الفلسطينية من انتهاكات كارثية لكافة حقوق الإنسان".
ومضى لافتا، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إلى أن "إسرائيل استغلت حالة الانشغال الإعلامي والدولي بالحرب مع إيران، وبدأت بالمزيد من الضغط على أبناء الشعب الفلسطيني، فهناك ما لا يقل عن 50 إلى 100 شهيد يتم استهدافهم بشكل متعمد، وهناك زيادة في معدلات الاستيطان في الضفة الغربية".
أما الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية د. تمارا حداد، فقالت إن "مسار التفاوض حول الأسرى تعطل تماما، ولا توجد بوادر أفق سياسي بسبب الحرب بين إيران وإسرائيل"، لافتة في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إلى أن "كل يوم يسقط شهداء وجرحى، خاصة في مناطق توزيع المساعدات، نظرا للتجمهر الذي يقابل بإطلاق رصاص عشوائي والأرقام مفزعة".
وأضافت حداد أن "غزة الآن مهمشة تماما، وهناك استثمار من قبل إسرائيل لهذه الحالة من الانشغال الدولي لإعادة هيكلة قطاع غزة جغرافيا وديموغرافيا"، مشيرة إلى أن "كل ذلك يمهد للهدف الأهم لنتنياهو، وهو تهجير الفلسطينيين من غزة".