وأوضح قاسم أن "العدو الإسرائيلي تجاوز اتفاق وقف إطلاق النار بآلاف الخروقات"، قائلا: "لا تطلبوا من "حزب الله" ترك السلاح قبل انسحاب إسرائيل، وعندما تتحقق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، نناقش الاستراتيجية الدفاعية للبنان".
وأضاف أن "حزب الله" يواجه العدو الإسرائيلي دفاعا عن البلد وسيستمر حتى لو اجتمعت الدنيا بأجمعها"، مشددًا على ضرورة أن "تنفذ إسرائيل الاتفاق وتنسحب من الأراضي المحتلة وتوقف عدوانها وتعيد الأسرى".
وقدم "حزب الله" اللبناني، الجمعة الماضية، رده الرسمي بشأن مسألة سلاحه، مؤكدًا موافقته على مبدأ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مع اشتراطات محددة.
وقال الحزب إن "أي نقاش حول تسليم السلاح يرتبط بانسحاب إسرائيل من خمس نقاط محتلة في جنوب لبنان، ووقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة"، وفقا لوسائل إعلام غربية.
وشدد الحزب على أن سلاحه يعد "شأنا داخليا" يخضع لحوار وطني أو استراتيجية دفاعية شاملة تضمن أمن لبنان وسيادته.
من جانبها، أوضحت مصادر سياسية لبنانية أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يتولى نقل موقف الحزب، يسعى لتوحيد الموقف اللبناني حيال بنود الورقة المقترحة.
وأردفت المصادر، قائلة إن "لبنان سيجري تعديلات على الورقة، خاصة فيما يتعلق بالجدول الزمني لتسليم السلاح، بحيث يتم تنفيذ التسليم بشكل مرحلي يضمن انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة".
ومن المنتظر أن يقدم لبنان رده الرسمي على المقترح الأمريكي الذي حمله المبعوث الرئاسي توماس باراك، خلال زيارته لبيروت في 19 يونيو/ حزيران الماضي، في خطوة قد تتزامن مع لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، قد أعرب عن رفضه أي تدخل إسرائيلي في النقاش داخل لبنان بشأن موضوع السلاح، مشددًا على أن "الحزب لن يسلم سلاحه للعدو الإسرائيلي".
وقال قاسم، في كلمة له، ضمن مراسم إحياء ليالي شهر محرم في الضاحية الجنوبية لبيروت: "هناك اتفاق (لحزب الله) معها (إسرائيل) عبر الدولة اللبنانية بشكل غير مباشر، فلتلتزم إسرائيل باتفاقها الذي عقدته مع الدولة اللبنانية".
وأضاف: "أما ما يتعلق بشؤوننا، فنحن نعالجها، ولا علاقة للآخرين بأن يتدخلوا فيها"، متابعا: "بالتهديد والقوة يريدون أن يشرفوا علينا، ويريدون أن يقرروا ما يريدون، لا ينفع معنا التهديد والقوة".
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مع مساع دولية مكثفة لدعم سيادة لبنان واستقراره، في ظل مطالبات لبنانية متكررة بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة ووقف انتهاكاتها للقرار الأممي 1701.