تجاهل حقوق الأطفال
وتابعت مهدي: "الوزير حين أعلن إعفاء المقاتلين الصغار من الرسوم الدراسية رسم صورة واضحة لسياسة الدولة، فالمدرسة لم تعد مكانًا للتعليم بل أصبحت جائزة تمنح بعد خوض الحرب والنجاة من الموت، هذه السياسة تدفع الأسر الفقيرة دفعًا لتقديم أبنائها للجبهات، فالفقير الذي لا يملك ثمن كتاب أو زي مدرسي سيرى في البندقية طريقًا إلى الصف الدراسي، وهكذا يتحول الفقر إلى أداة قذرة لإعادة إنتاج الاستغلال".
جريمة مزدوجة
ونوّهت إلى أن "تحويل التعليم إلى ثمن للدماء جريمة مزدوجة ضد الطفولة وضد المجتمع، فالأطفال الذين كان يفترض أن يكونوا طلاب الغد صاروا جنودًا اليوم، والأجيال التي يفترض أن تبني المستقبل يجري تفريغها في مقابر الحرب، مع كل طفل يقتل في جبهة ينهار حجر من جدار المستقبل، ومع كل قرار حكومي يشرعن هذه الجريمة ينهار ما تبقى من الثقة في الدولة".
تداعيات خطيرة
من جانبه، قال عادل عبد الباقي، رئيس منظمات المجتمع المدني السودانية: "يواجه السودان أزمة إنسانية وأمنية متفاقمة منذ اندلاع الصراع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل (نيسان) 2023، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في مختلف أنحاء البلاد، من بين التداعيات الخطيرة لهذا الصراع، تبرز ظاهرة تجنيد الأطفال، حيث يتم استغلال هشاشة الوضع الاقتصادي والفقر المدقع لإجبار أو إغراء الأطفال بالانخراط في العمليات القتالية".