القدس – سبوتنيك. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الاثنين، أن "المقترح الأمريكي لصفقة الأسرى يتضمن بندا يقضي بانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، بما في ذلك من المناطق الأمنية التي أقامها الجيش الإسرائيلي في محيطه الداخلي، شريطة أن تتمكن حكومة جديدة في القطاع من فرض الأمن".
ووفقا للتقرير، فإن "خطة الانسحاب المطروحة ضمن المقترح الأمريكي، مرتبطة مباشرة بالتصور الأمريكي الأشمل الذي يدمج صفقة الأسرى بمرحلة ما بعد الحرب، حيث شددت واشنطن على أن الاتفاق يجب أن يكون شاملا، وأن خيار الصفقات الجزئية لم يعد قائما".
وذكرت القناة أن "وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، التقى اليوم في ميامي المبعوث الرئاسي الأمريكي، ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي ومستشاره السابق، جاريد كوشنر، لبحث المقترح الأمريكي لصفقة الأسرى وإنهاء الحرب على غزة".
ونقلت القناة عن مصدر أمريكي مطّلع أن "المداولات التي عقدها ديرمر تطرقت كذلك إلى الخطة الأمريكية بشأن (اليوم التالي) للحرب في القطاع.
وقال مسؤول إسرائيلي للقناة "للمضي في مسار الصفقة الشاملة، على حماس أن تدرك أن خيار المسار الجزئي لم يعد قائما".
وبحسب التفاصيل التي عرضتها القناة، "ينص المقترح الأمريكي على الإفراج عن جميع الأسرى الأحياء خلال 48 ساعة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وفق التفاهمات السابقة، إضافة إلى تحديد موعد خلال وقف إطلاق النار لإعادة جثث الأسرى الإسرائيليين".
وتشمل الخطة "وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما أو حتى نهاية المرحلة الثانية، التي يُفترض أن تتضمن تفكيك حماس كسلطة قائمة وكقوة عسكرية عبر نزع سلاح الحركة، وتشكيل حكومة جديدة تدير قطاع غزة".
وفي هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، مساء الاثنين، إن "ما يُطرح حاليا من جانب واشنطن ليس اتفاقا متكاملا لوقف إطلاق النار، بل أفكار أولية يصفها الطرف الأمريكي بأنها عرض".
وأضاف نعيم في تصريحات صحفية أن "الهدف الأساسي من هذه الأفكار ليس الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب، بل صياغة عرض يُتوقع أن ترفضه المقاومة"، مشددا على أن "حماس وفصائل المقاومة معنيون بالتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب فعلًا، لا أن يوقعوا على وثيقة استسلام".
وأوضح نعيم أن "المقترح الأمريكي يتحدث عن "تسليم الأسرى جميعًا في اليوم الأول"، مشيرا إلى أن "الأفكار الأمريكية تتضمن انسحابًا من غزة مرهونا بتشكيل حكومة ترضى عنها إسرائيل". ولفت إلى أن "هذه الأفكار تشمل أيضًا الحديث عن مصير قيادة حماس وكوادرها، وتطالب بنزع سلاح المقاومة من دون أي التزام يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة".
كانت حركة "حماس" قد أعلنت، الشهر الماضي، موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما يشمل تبادلا جزئيا للأسرى والمحتجزين ثم إطلاق مفاوضات تهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب، في حين لم تقدم إسرائيل ردها رسميًا على المقترح حتى الآن.
واستأنفت إسرائيل قصف قطاع غزة، يوم 18 مارس/ آذار الماضي، بعد توقف لنحو شهرين وتحديدًا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "حماس" في 19 يناير/ كانون الثاني ، عقب تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال للمرحلة الثانية منه.
وكان من المفترض أن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بمجرد تمديد المرحلة الأولى منه، التي انتهت في الأول من مارس/ آذار الماضي، أو الدخول في مرحلته الثانية، لكن الخلافات بين إسرائيل وحماس بشأن الخطوات التالية حالت دون ذلك.
وقد حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن قطاع غزة يشهد "كارثة إنسانية"، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية ضرورة إنهاء الحرب في غزة وإطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية تهدف إلى تحقيق حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش بسلام وأمن مع إسرائيل.