شكل اندلاع الحرب في غزة نقطة مفصلية أدت إلى إعادة ترتيب أولويات كثير من الدول، ودفعت المجتمع الدولي إلى مراجعة مواقفه تجاه الصراع، ورافق هذه التطورات تصاعد غير مسبوق في حجم التضامن الشعبي العالمي.
على الصعيد الدبلوماسي، حققت فلسطين اختراقات مهمة تمثلت في اتساع رقعة الاعتراف الدولي بها، وصدور قرارات أممية تدعو إلى زيادة المساعدات الإنسانية ورفع الحصار، إلى جانب فتح نقاشات قانونية في محاكم دولية حول ممارسات إسرائيل، وإبراز الرواية الفلسطينية بشكل أوسع من أي وقت مضى.
في هذا الملف، قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني، تيسير نصر الله، إن عملية طوفان الأقصى دمرت قطاع غزة وأرجعته للوراء أكثر من خمسين عامًا، وعملت على إبادة وتجويع وقتل عدد هائل من سكان غزة.
لكنه في نفس الوقت أكد أن مكتسبات العملية تمثلت في "التضامن الدولي الهائل وإعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث والأولويات العالمية"، بالإضافة إلى "الضغوط الشعبية التي أدت إلى زيادة الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "المحصلة النهائية إذا لم تأتي بدولة فلسطينية مستقلة فإن هذه التضحيات لم تأتي أكلها".
في السياق ذاته، يرى عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني، رياض العطاري، أن ما حدث في السابع من أكتوبر 2023 لم يكن معركة عسكرية، بل حدثًا أدى إلى تحولات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عزز مكانة القضية دوليًا رغم النتائج الكارثية التي ترتبت عليه.
وأوضح أن ميزان القوى يحدد طبيعة النتائج وحجمها، لذلك ما تعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إسرائيلية بدعم أمريكي لم يكن بمقدوره مواجهتها.
ولفت إلى النتائج المهمة للعملية، التي تمثلت في تحول النظرة إلى القضية على صعيد الحكومات والشارع الدولي، وإنهاء مستقبل التطبيع أو توقيفه مؤقتًا.
من جهته، قال الباحث السياسي الفلسطيني، صلاح عواودة، إنه "لا يمكن الإقرار بأن العملية كانت في صالح القضية الفلسطينية ما دامت الحرب مستمرة ولم تنتهي".
وذكر أن المعطيات التي حصلت في العالم من حيث الانتقادات لإسرائيل وقطع العلاقات معها والاعتراف بدولة فلسطين كلها مبشرات لصالح القضية.
وأشار إلى أن "دعم العملية من عدمه مبني على أفكار واستراتيجيات كل طرف، ومدى إيمانه بضرورة المقاومة العسكرية ضد الاحتلال"، مؤكدا أن "المقاومة تعزز موقفها ونمت مكانتها خلال الفترة الأخيرة في العالم والعربي والإسلامي".