مسألة التوصل إلى اتفاق باتت ثابتة للجميع ولكن السؤال يحيلنا إلى مدى جدية الجانب الإسرائيلي في الالتزام بهذا الاتفاق، عندئذ يمكننا أن نقول بأنه قد يكون هذا الاتفاق مدخلا لحل مستدام وإن كنت أستبعد ذلك لأسباب عديدة تتعلق بالحسابات الإسرائيلية وكذلك الحسابات الأمريكية، لذلك نحن نقول بأننا الآن في هذه الساعات الأولى نتابع جميعنا دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ في المرحلة الأولى، بحيث يفترض أن يفضي إلى وقف إطلاق النار ولا أقول انتهاء حالة الحرب، بل نحن نتحدث عن وقف الأعمال العدائية ومباشرة عملية تبادل الأسرى وكذلك الانسحاب التدريجي، وفقًا للخطوط التي رسمت أو حددت بموجب هذه الخطة التي باتت تعرف باسم دونالد ترامب.
إن استمرار هذا الاتفاق وعدم انهياره هو مرهون بالإرادة الإسرائيلية والأمريكية، على اعتبار أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أعربت عن استعدادها للدخول في صيغة مقبولة لوقف إطلاق النار وأن مسألة التزامها بالاتفاق محسومة على اعتبار أنها الطرف الأضعف أو الحلقة الأضعف في هذه المعادلة التي أفضت بالميدان وكذلك بالسياسة أو الدبلوماسية إلى صياغة هذه الخطة، أما بالنسبة للضمانات التي تكفل استمرار هذا الاتفاق، فهي تتعلق بالنية وكذلك الإرادة السياسية في واشنطن وفي تل أبيب، فهل ستتنصل تل أبيب من بعض مندرجات هذا الاتفاق مما يؤدي إلى انهيار الهدنة؟ وهل واشنطن ستقوم بالضغط على تل أبيب لإلزامها وضمان استمرار التزامها بهذه الخطة، أم أن واشنطن قد تكون أكثر تساهلا في المرحلة القادمة.