قبل مائتين وخمسة أعوام، وتحديدًا في ليلة 15 أوكتوبر 1814، ولد نجم ساطع في سماء الأدب الروسي... نجم لم يمنحه القدر سوى 27 ربيعًا فقط، لكن ومضاته كانت قوية بما يكفي لتظل تخترق ظلام الزمن حتى يومنا هذا.
إنه الشاعر الذي حمل في صدره قلبًا ثائرًا، وفي قلمه سيفًا من نار، وفي روحه حزنًا قوقازيًا عميقًا. هو الشاعر الذي رثى بوشكين فخلده، وتمرد على قيود عصره فصار أسطورة. كتب عن الوحدة حتى أدمى القلوب، وعن الحرية حتى أزعج العروش. هو صاحب الرواية الخالدة "بطل من هذا الزمان".
يقول الكاتب الصحفي والمترجم والباحث في تاريخ الثقافة الروسية، عماد الدين رائف، في حديث لبرنامجنا بهذا الصدد:
"يعتبر الشاعر ميخائيل ليرمنتوف، المولود في سنة 1814 ، الوريث المأساوي لشاعر روسيا الأكبر ألكسندر بوشكين، وأول ما يتبادر إلى أذهان الأدباء والمثقفين عند ذكر ليرمونتوف، هو روايتة "بطل من هذا الزمان" التي حللت نفسية الإنسان المتمرد والمعاصر ببراعة غير مسبوقة، أي أن هذه الرواية تسبق شعر ليرمونتوف بقيمتها الأدبية، أما شعره فقد امتزج فيه حبه لجمال طبيعة القوقاز البرية، ولعواطف التمرد والعزلة، والبحث عن معنى للحياة".
ويشير رائف إلى
"أن هذا الشاب الذي قتل بمبارزة وهو في السابعة والعشرين من عمره، ترك لنا إرثا أدبيا خالدا، فرواية "بطل من هذا الزمان" هي بالفعل حجر الزاوية في شهرة ليرمونتوف العالمية، وهي تمثل العمل الذي يضمن له مكانة بين عمالقة الأدب العالمي لأسباب متعددة".
التفاصيل في الملف الصوتي...