تتضمن هذه الاضطرابات عددًا كبيرًا من الأمراض والحالات الصحية، مثل السكتات الدماغية، وألزهايمر، وتقول المنظمة إن 40% من البشر مصابون بنوع من أنواع الاضطرابات العصبية، وإن هذه الاضطرابات مسؤولة عن وفاة 11 مليون شخص حول العالم سنويًا.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز، إن "الأمراض النفسية تشمل أمراضًا عضوية تصيب المخ نتيجة تغيرات في النواقل العصبية في منطقة بالمخ تسمى تحت المهاد، وهذه النواقل عندما تتغير سواء بالزيادة أو النقصان تظهر بعض الأمراض، منها ما له علاقة مباشرة بالوفاة".
وأوضح فرويز إن "أكثر هذه الأمراض شيوعًا هو الاكتئاب، وهناك عشرة أنواع منه، منها الاكتئاب الوجداني الذي يتغير فيه مزاج الشخص مع تغيير الفصول، وقد يصل بالمريض إلى حالة شديدة قد يحاول فيها التخلص من ذاته بالانتحار، وهناك حالة انتحار كل دقيقة نتيجة الاكتئاب، فضلاً عن مرض الفصام الذي يعتبر من أكثر الأمراض تكلفة مادية وتعريضًا لحياة المريض للخطر، حيث يعاني المريض من هلاوس تدفعه في بعض الأحيان إلى التخلص من حياته أو إلى الإهمال الصحي والبدني العام الذي يمكن أن يتسبب في الوفاة المبكرة، كما أن هناك بعض الاضطرابات المرتبطة بالجينات تظهر في الطفولة المبكرة وتقلل من عمر الأطفال نتيجة عيوب خلقية في الجسد تظهر أعراضًا وتحدث الوفيات نتيجة الإهمال الطبي أو عدم المتابعة".
وأكد الخبير أن "الأمراض النفسية العضوية التي تتضمن عنصرًا وراثيًا لا تتجاوز 9%، أما الاضطرابات النفسية وهي الأكثر شيوعًا على مستوى العالم فتتخطى 32%، وهي نسب لها علاقة أيضًا بالوراثة والتربية وهي الأساس وتمثل 70% من المسؤولية عن الإصابة بهذه الاضطرابات للأشخاص من عمر 4-14 سنة، ثم الخبرات الحياتية التي تمثل نسبة 10%"، مشيرًا إلى أن "هذه الاضطرابات تمثل العبء الأكبر خاصة مع إهمال عنصر الطب النفسي حتى في الدول المتقدمة".
وحول أهمية الوعي بالتعامل مع الاضطرابات العصبية، قال استشاري الصحة النفسية من القاهرة، الدكتور وليد هندي: "الأمراض النفسية تتفاقم، وهناك دراسة لمنظمة الصحة تشير إلى أن الاكتئاب سيصبح المرض الأول بحلول عام 2030، ومن خطورة الأمراض النفسية أن إهمالها يؤدي إلى الوفاة"، مشيرًا إلى أن "المناطق التي تعاني صراعات وفقرًا وأمراضًا اجتماعية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية التي تأخذ أشكالاً عضوية".
واعتبر هندي أن "افتقار الدول للسياسات الصحية الخاصة بالاضطرابات النفسية يتعلق بالاستهانة بحياة المواطنين، وهناك أمور بسيطة قد لا تحتاج تكلفة عالية"، مشيرًا إلى تجربة مصرية ناجحة: "وهناك منصة إلكترونية للصحة النفسية لتوجيه طالبي المساعدة، وهناك خط ساخن لعلاج الإدمان".
وأكد الخبير أن "الكشف المبكر والإجراءات الوقائية يمكن أن تتجنب هذا العدد من الوفيات، والأمر مرتبط بالإرادة السياسية للدول"، مشيرًا إلى "أهمية الوعي بأهمية العلاج وإزالة الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية والتنمر، وتقديم نماذج مجتمعية ناجحة لحملات توعية، فضلاً عن الانفتاح على التجارب الناجحة في هذا المجال".