لقبه الموسيقار محمد عبد الوهاب بـ"باغانيني الشرق"، فكما اشتهر الإيطالي نيكولو باغانيني بكونه أسطورة العزف على الكمان، برع السوري محمد عبد الكريم كأشهر عازف على آلة البزق في القرن العشرين. وحلت أسطورة ارتباط باغانيني بالشيطان بسبب براعته الاستثنائية، تماما كما ارتبطت روعة عزف عبد الكريم بلقب "رقصة الشيطان"، ليجسدا معا عبقرية موسيقية تتحدى المألوف.
حول هذا الموضوع، قال مؤسس المشروع الموسيقي "رحلة مع الأنغام" وقائد الأوركسترا العربية الأولى "أندلسيا"، المايسترو مؤيد الخالدي:
"الموسيقي الأسطوري باغانيني، لم تكن براعته مجرد هبة عادية، بل كانت نتيجة فهمه العميق لإمكانياته الجسدية الفريدة، والتي أشيع أنها "شيطانية"، فصاغ منها ألحانا خالدة. والدرس العالمي هنا امتلاك موهبة استثنائية يفرض عليك تطويرها لتقدم من خلالها فنا يخلد اسمك. وهذا المنطق نفسه ينطبق على عمالقة العالم العربي، الذين لم ينالوا حظهم من الشهرة، مثل الأمير عبد الكريم، أسطورة آلة البزق السوري. هكذا يثبت العباقرة أن الموهبة الحقيقية تكمن في تحدي المستحيل، وتوظيف ما هو "غير عادي" لخلق إبداع لا يُنسى".
وأضاف الخالدي في حديث لبرنامجنا:
"تتميز المدرسة الموسيقية الروسية بفرادة النغم الروسي، في كلاسيكياته وألحانه الشعبية، يحمل عمقا يؤثر في النفس ويسحر الألباب. تدهشك القوة الأوركسترالية المهيبة ولطالما شكل التراث الروسي منبعا ثريا للإبداع، ويمكن استلهام نهجه لينسجم مع روعة الموسيقى العربية هنا حيث تلتقي دقة التقنية الغربية مع شاعرية المقامات الشرقية".
التفاصيل في الملف الصوتي...