راديو

في زيارة إلى مصر.. أفورقي يبحث مع السيسي ملفات القرن الأفريقي وأزمة السودان وأمن البحر الأحمر

حملت زيارة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، للقاهرة ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رسائل سياسية عدة في ظل وجود الكثير من الملفات بين البلدين، أهمها ملفات القرن الأفريقي وتطورات الأزمة السودانية وأمن البحر الأحمر والأوضاع في الصومال.
Sputnik
وأكد السيسي اعتزاز مصر بالعلاقات الاستراتيجية الراسخة التي تجمعهما، وحرصها على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية.
ووفق الرئاسة المصرية، فقد شهد اللقاء تبادلًا معمّقًا للرؤى حول تطورات الأوضاع الإقليمية، إذ أكد السيسي التزام مصر الثابت بدعم سيادة إريتريا وسلامة أراضيها.
وتعقيبًا على هذا الخبر، أكد الخبير في الشؤون الأفريقية اللواء محمد عبد الواحد، أن "زيارة الرئيس الإريتري إلى مصر، تمثل خطوة بالغة الأهمية في إطار تعزيز التحالفات الإقليمية، خاصة بين مصر وإريتريا، إلى جانب الصومال، في ظل التحديات المتشابكة التي تواجه منطقة القرن الأفريقي".

وأوضح عبد الواحد في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "المنطقة تشهد توترات متصاعدة، أبرزها الأزمة المتفاقمة في السودان، والتي تنذر بإمكانية تقسيم البلاد، خاصة بعد التطورات الأخيرة في إقليم دارفور"، كما أشار إلى "النزعات الانفصالية داخل إثيوبيا وبعض القوميات التي تسعى للانفصال، إلى جانب الوضع في الصومال الذي يشهد أيضًا توجهات انفصالية".

وأضاف أن "منطقة القرن الأفريقي باتت ساحة لتنافس دولي محموم، نظرًا لأهميتها الجيوسياسية وثرائها بالموارد الطبيعية، فضلًا عن رغبة بعض القوى الدولية في إنشاء قواعد عسكرية، لا سيما في جيبوتي".
ترامب يهدد بالتدخل العسكري في نيجيريا لـ"إنقاذ المسيحيين الذين يواجهون تهديدا وجوديا"
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه قد يدخل نيجيريا "بكل قوة، إذا استمرت الحكومة النيجيرية في السماح بقتل المسيحيين"، محذرًا من وقف فوري لكل المساعدات والمعونات إليها.
وأكد ترامب عبر منصة "تروث سوشيال"، أن أمريكا "ربما تتوجه إلى نيجيريا بقوة للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين، الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة"، مشيرا إلى أنه أصدر تعليماته لـ"وزارة الحرب بالاستعداد لأي عملية محتملة"، على حد قوله.
من جانبها أعربت الحكومة النيجيرية عن رفضها القاطع لأي تدخل خارجي، مؤكدة أن "السيادة الوطنية غير قابلة للمساومة"، وأنها تحقق في الحوادث الأخيرة وتلاحق المسؤولين عنها.
وتعهدت الحكومة بمواصلة جهودها في مكافحة التطرف، معربة عن أملها في أن تظل الولايات المتحدة حليفا وثيقا.

وعن هذا الموضوع، قال الخبير في الشؤون الأفريقية رامي زهدي، إن "النزاعات المتكررة في نيجيريا على مدار العقود الماضية ترتكز بشكل رئيسي على مطامع اقتصادية واختلافات أيديولوجية في إدارة الموارد الوطنية"، مشيرًا إلى أن "الغطاء القبلي والديني غالبًا ما يُستخدم لإضفاء شرعية ظاهرية على هذه الصراعات، رغم أن الأسباب الحقيقية تعود إلى التفاوت الاقتصادي والتعدد الإثني داخل المجتمع النيجيري".

وأوضح زهدي في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "نيجيريا تعدّ من أهم الاقتصادات في القارة الأفريقية، ما يجعلها محط اهتمام القوى الدولية، وعلى رأسها أمريكا، التي تتعامل مع القارة بمنطق "أمريكا أولا".
وحول إمكانية التدخل العسكري الأمريكي في نيجيريا، استبعد زهدي هذا السيناريو، مؤكدًا أن "واشنطن، ومعها فرنسا والاتحاد الأوروبي، قلّصت وجودها العسكري في القارة، ما يجعل أي تدخل مباشر أمرا بالغ الصعوبة".
"سبوتنيك" تطلق بثا إذاعيا في بوركينا فاسو يخدم الملايين في العاصمة وثاني أكبر مدن البلاد
أطلقت وكالة الأنباء والإذاعة الدولية "سبوتنيك"، بثها الإذاعي في بوركينا فاسو، إذ أصبحت البرامج التحليلية لـ"سبوتنيك أفريقيا" باللغة الفرنسية متاحة الآن على إذاعة "أواغا إف إم"، والتي تعد من أكثر المحطات شعبية في البلاد.
ويغطي البث 5 ملايين نسمة من سكان العاصمة واغادوغو والمدينة الثانية الأكبر في البلاد، بوبو ديولاسو.

وتبث "سبوتنيك" بالإضافة إلى بوركينا فاسو في 8 دول أفريقية أخرى، هي إثيوبيا ونيجيريا وغينيا وزامبيا والكاميرون ومالي والنيجر وبوتسوانا.

وافتتحت "سبوتنيك" مركزها التحريري متعدد الوظائف في أديس أبابا عام 2025، وهو الوسيلة الإعلامية الروسية الوحيدة التي تعمل باللغة الأمهرية.
و"سبوتنيك أفريقيا" عضو وفائز في اتحاد البث الأفريقي في فئتي أفضل "بودكاست" إذاعي عن أفريقيا وأفضل برنامج إذاعي عن ثقافة القارة الأفريقية، وفازت الوكالة أيضا بجائزة "أفضل محتوى إذاعي محلي" من جمعية الإذاعات الجنوب أفريقية، و"سبوتنيك" هي أيضا عضو في اتحاد الإذاعات العربية، الذي يغطي شمال أفريقيا.

وعن هذا التطور، اعتبر المحلل السياسي عبد الشكور عبد الصمد، أن "افتتاح مكتب لوكالة الأنباء الروسية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يمثل خطوة إيجابية ومتقدمة نحو تعزيز جسور التواصل بين الشعوب"، مشيرًا إلى أن "هذه المبادرة تسهم في نقل صورة واقعية عن القارة الأفريقية إلى المجتمع الروسي، وتفتح المجال للتعرف على ثقافاتها واهتماماتها المتنوعة".

وأوضح عبد الصمد، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "المكتب الجديد أظهر نشاطًا ملحوظًا في تغطية القضايا الأفريقية، خاصة تلك المتعلقة بالمنطقة الشرقية من القارة، إلى جانب تقديم محتوى إعلامي غني يعكس تنوع الأخبار والمعلومات العالمية".
وفي سياق متصل، شدد عبد الصمد على "أهمية أن يتجنب الإعلام الدولي الصورة النمطية السلبية التي طالما ارتبطت بالقارة الأفريقية، والتي تصورها على أنها تعاني من الفقر والجهل والتخلف".
وقال: "أفريقيا غنية بالإمكانات الثقافية والتراثية والحضارية، وتزخر بأنماط فريدة من التعايش والتكامل، فضلًا عن مساهمات علمائها في مختلف المجالات".
مناقشة