يقول خبراء إن من يلاحظ عمل وزارة الثقافة السورية الحالية، يشهد أن ثمة تخبطاً واضحاً، وأن واقعها منذ شهور طويلة وحتى الآن يعاني من كثير من الخلل. المؤشرات كثيرة على ذلك، مما أفقدها مكانتها التي ينبغي أن تتبوأها كراعية للثقافة وللإنسان المثقف على اختلاف تسمياته وتصنيفاته، وفي شتى أنواع الفنون. وتحول السوق الفني إلى "سوق عاجز" أفقد الفنون روحها التعبيرية والتغييرية.
حول هذا الموضوع، قال عميد كلية الفنون المسرحية والإخراج السينمائي في الجامعة العربية الدولية، الدكتور عجاج سليم:
"لسنوات طويلة، واجه المثقف والفنان السوري منظومة رقابية صلبة، اخترقت كل مجالات الإبداع من المسرح إلى السينما، وزرعت "رقيبا داخليا" في وجدانه. رغم هذه البيئة الخانقة، أبدع الفنان السوري في ابتكار طرق غير مباشرة لتوصيل صوته، متحديا أفخاخ الرقابة. لكن اليوم، المشهد مختلف جذريا؛ فالوضع الحالي هو أزمة وجود وليس أزمة تمويل، حيث يشهد غيابا تاما للنشاط الثقافي. والمشهد الثقافي يبدو بلا خطة أو رعاية حقيقية، حيث تحولت بعض المؤسسات إلى هياكل وظيفية بلا روح إبداعية، مما أفقد الحركة الثقافية ركيزتها الأساسية".
وأضاف سليم في حديث لبرنامجنا:
"لا بد من مشروع ثقافي سوري طموح لبناء الإنسان ومواجهة التطرف في ظل التحديات، يستند إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات العربية ذات الأهداف المماثلة، انطلاقا من مستقبل سوريا وشبابها لأن الطاقات الإبداعية إرث يتحدى الظروف وأثبتت تفوقها في شتى المجالات".
التفاصيل في الملف الصوتي...