راديو

قلب الرجل يحتاج تمرينات أكثر من المرأة... والذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الجريمة

دراسة طبية جديدة تثبت أن الرجال يحتاجون إلى ممارسة الرياضة ضعف المدة التي تحتاجها النساء للحصول على الفائدة نفسها بالنسبة لصحة القلب، وبرنامج في بريطانيا لتدريب الذكاء الاصطناعي على محاولة التنبؤ بالجريمة لاكتشاف قتلة المستقبل.
Sputnik
أثبتت دراسة طبية جديدة أجرتها جامعة "شيامن" في الصين، أن الرجال يحتاجون إلى ممارسة الرياضة ضعف المدة التي تحتاجها النساء للحصول على الفائدة نفسها بالنسبة لصحة القلب.
الدراسة أجريت على 85 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 37 و 73 عاما لمدة ثمانية أعوام، ووجد الباحثون أن النساء اللواتي أكملن حوالي أربع ساعات من التمارين المعتدلة إلى القوية أسبوعيا - مثل الركض السريع أو السباحة أو الرقص - يقللن من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 30 في المئة، بينما احتاج الرجال إلى نحو 9 ساعات من النشاط الأسبوعي لتحقيق النتيجة نفسها.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال استشاري أمراض القلب والقسطرة وطب القلب الرياضي في جامعة عين شمس في مصر، الدكتور أحمد أشرف عيسى، إن "هناك فارقا بيولوجيا بين الرجل والمرأة يجعل استجابة الجسم مختلفة تماما بين الجنسين، فالرجل يمتلك كتلة عضلية أكبر بفضل هرموني التستوستيرون والأندروجين، بينما الإستروجين يمنح المرأة مرونة أعلى وحماية أكبر للقلب حتى سن انقطاع الطمث في الخمسينيات من عمرها، فضلا عن أن مرونة عضلات المرأة تمنحها فعالية أكبر في الاستفادة من التمرينات الرياضية".

وحذر الخبير من "الافراط في تعاطي المنشطات والهرمونات التي يلجأ إليها بعض الشباب في النوادي الرياضية للوصول إلى بناء عضلات أكبر بسرعة، ما قد يلحق الضرر بالشريان التاجي والأوعية الدموية ولزوجة الدم"، مشيرا إلى "أن عددا متزايدا من الشباب في العشرينات والثلاثينات يصابون بأزمات قلبية مفاجئة نتيجة هذه الممارسات".
الذكاء الاصطناعي والتنبؤ بالجريمة
أطلقت بريطانيا أخيرا برنامجا لتدريب الذكاء الاصطناعي على محاولة اكتشاف قتلة المستقبل، حيث تحدد خوارزمية ذكية السمات وتحلل البيانات لتقرر ما إذا كان لدى الشخص القدرة على أن يصبح قاتلا في المستقبل، ويقوم هذا النظام بالفعل بعمل تنبؤات دقيقة بشكل مثير، لكن هناك تعقيدات تشوب هذه الأمر نظرا لتعقيدات التفكير البشري.
ومن بين عوامل الخطر المعروفة التي يمكن أن تستخدمها الخوارزمية لتقييم ما إذا كان شخص ما قادرا على القتل، هناك ما يعرف بالسمات المظلمة مثل الاعتلال النفسي المرتبط بجرائم العنف، وهناك ما يسميه العلماء "الثالوث المظلم" للاعتلال النفسي والنرجسية والميكافيلية، وعندما تكون هذه السمات مصحوبة بمستوى معين من الجوع للسلطة والسيطرة، والأنانية، والتلاعب، والخداع، والافتقار إلى التعاطف والشفقة تصبح مسؤولة عن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وتمثل المستويات السريرية منها سمة شائعة بين المجرمين.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الخبير القانوني وخبير الذكاء الاصطناعي الدكتور محمود الروبي، إن "الذكاء الاصطناعي لا يجزم بأن هذا الشخص سيقتل، لكنه يحدد معدل الخطورة المرتفع مقارنة بالآخرين، مما يتيح التدخل المبكر، وقد أظهرت أمثلة سابقة أظهرت نجاحا جزئيا خاصة في توقع جرائم القتل من أجل الشهرة أو القنص، حيث كان بالإمكان اكتشاف الدوافع النفسية مسبقا عند تحليل البيانات بدقة".

وأكد الروبي أن "هناك جدل كبير يحيط بمفهوم العدالة الوقائية حيث أنها تتعارض مع مبدأ العقوبة اللاحقة للجريمة الراسخ في القانون، إلا أن هذه المبادئ القانونية قد تتغير خلال السنوات القادمة لتستوعب هذا النهج الجديد، خاصة مع نجاح تجارب من قبيل إبلاغ برامج الذكاء الاصطناعي عن تهديدات الانتحار أو القتل في الولايات المتحدة"، معتبرا أن "الضمانة الوحيدة لمنع إساءة استخدام هذه البرامج الوقائية يمكن في بقاء "أي تدخل من هذا النوع تحت رقابة القضاء، وأن يتم تحديد علامات الخطر بدقة شديدة مثل أن تكون أعمال تحضيرية جادة للجرائم وليس مجرد أفكار عابرة".

إعداد وتقديم: جيهان لطفي

مناقشة