هناك تحولات عميقة يشهدها الخطاب العنصري على الإنترنت، إذ لم يعد التعبير عن الكراهية بالشتائم المباشرة أو الدعوات الصريحة للعنف، بل بأشكال رمزية وساخرة وهذا النمط الجديد من الخطاب يُمارس من الصور المركبة، والنكت، والمقاطع الساخرة التي تعيد إنتاج الصور النمطية عن المسلمين والأفارقة والمهاجرين بطريقة تبدو ترفيهية، لكنها تسهم فعليا في تطبيع الكراهية وتُشكل هذه الموجة من العنصرية المخفية خطرا مضاعفا لأنها لا تثير الانتباه القانوني بسهولة.
حول هذا الموضوع، قال الصحفي والكاتب في شبكة "النبأ" المعلوماتية، أوس ستار الغانمي:
"في عالمنا الرقمي المتشابك، تبرز ظاهرة مقلقة تُعرف بـ"الصحارى الرقمية" وهي مساحات افتراضية تفتقر إلى الحوار العقلاني والتفاعل المجتمعي الحقيقي. هذا الفراغ الاجتماعي يخلق بيئة خصبة لتغلغل الخطاب العنصري والكراهية، خاصة عندما يتخفى وراء قناع الفكاهة والسخرية وتنتشر السموم تحت غطاء الضحك. ويستخدم الخطاب العنصري آليات نفسية معقدة لتمرير رسائله، وأبرزها الإحراج والإذلال وتعزيز الصور النمطية وغياب الرقابة الذاتية".
وأضاف الغانمي في حديث لبرنامجنا:
"الخطاب العنصري الساخر ليس مجرد مزحة عابرة، بل هو قوة هدم تزيد من حدة الانقسامات الاجتماعية وتعمق من عزلة الأفراد والمجموعات. إن مواجهته مسؤولية جماعية، تبدأ من الفرد وتنتهي عند صناع القانون والقائمين على منصات التواصل، لتحويلها إلى واحات للفكر".
التفاصيل في الملف الصوتي...