راديو

ماذا يعني قرار ترامب بوقف الهجرة من "دول العالم الثالث"؟

في تصعيد لسياسته الرافضة للهجرة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه يعتزم وقف الهجرة من "دول العالم الثالث"، مهددا بإلغاء ملايين الطلبات المقبولة التي منحت في عهد سلفه جو بايدن، وترحيل أي شخص لا يقدم للولايات المتحدة قيمة إضافية.
Sputnik
يأتي هذا الإعلان بعد حادث أمني بالقرب من البيت الأبيض، حيث أطلق مواطن أفغاني النار على جنديين من الحرس الوطني في واشنطن ما أسفر عن مقتل أحدهما واصابة الثاني بإصابة خطيرة.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال الباحث في العلاقات الدولية، د. ماك شرقاوي: إن "إعلان ترامب مرتبط بحادث إطلاق النار قرب البيت الأبيض وتورط لاجئ أفغاني فيه، ويعتبر تسريعا لأجندة ترامب السابقة، التي تضمنت حظر السفر في يونيو 2025، الذي صنف الدول بثلاثة ألوان أمنية، مع التركيز على أفريقيا، الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى" مشيرا إلى أن "الدول المستهدفة في الإعلان الأخير هي أفغانستان، اليمن، الصومال، فنزويلا، هايتي، سوريا، وليبيا".
وأوضح شروقاوي أن المعايير التي سيتم على أساسها تصنيف المهاجرين المعنيين بالإعلان هي "معايير أمنية، حضارية، واقتصادية، مثل عدم توفر سجلات جنائية موثوقة، وعدم التوافق مع الحضارة الغربية، والاعتماد على الإعانات الفيدرالية" مؤكدا أن "إعادة فحص كروت الإقامة الدائمة لملايين المهاجرين، ووقف معالجة طلبات اللجوء، وتعزيز التدقيق في التأشيرات المؤقتة، يهدد بالتوترات الاجتماعية، وزيادة الجريمة، وبانهيار اقتصادي في قطاعات الزراعة والرعاية الصحية التي تعتمد على العمالة المهاجرة ومن شأنه أيضا رفع أسعار الغذاء والخدمات وربما يؤدي إلى توترات دبلوماسية وعدم تعاون من الدول المعنية في مجالات مل مكافحة الإرهاب أو الطاقة، مما يعرض الأمن الأمريكي للخطر"
وأوضح الخبير توقيت الإعلان خلال عيد الشكر "يحمل رمزية سياسية، ويعزز رسالة أمريكا أولاً لقاعدة ترامب الانتخابية، رابطا الهوية الوطنية بالتشدد ضد الهجرة. سياسيا، كما أن من شأنه تعميق الخلافات الحزبية، وقد يؤثر على الانتخابات النصفية 2026" مشيرا إلى أن "هذا الإعلان يعيد تعريف أمريكا، لكنه يحمل مخاطر اقتصادية واجتماعية جسيمة، ويزيد من العزلة الدولية للولايات المتحدة".
وأشار رئيس الجمعية المصرية لدراسات الهجرة، د. أيمن زهرى إلى أن "ترامب يتبنى موقفا عدائيا صريحا تجاه المهاجرين، رغم أن الولايات المتحدة بنيت أصلا على الهجرة وتضم اليوم أكثر من 140 جنسية تُسهم إسهاماً حاسماً في اقتصادها ومجتمعها، والخاسر الأكبر ليس المهاجرين فقط، وإنما النظام والاقتصاد الأمريكي نفسه".
وتوقع الخبير ان "تضع المؤسسات الأمريكية التشريعية والقضائية حدا لهذا القرار، كما حدث عام 2017 حين لم يُنفذ سوى 10% من قرار حظر السفر"، مشيرا إلى أن "الديمقراطية الأمريكية لا تزال قادرة على تصحيح نفسها من الداخل".
مناقشة