خبير: طرح نتنياهو الاقتصادي "سم في العسل" وفخ لتفجير الداخل اللبناني

أوضح الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور علي عبدو، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن الطروحات الإسرائيلية الأخيرة التي تروّج لتعاون اقتصادي مع لبنان، هي بمثابة "دس للسم في العسل"، معتبرا أن الجانب الإسرائيلي "يتحدث وكأن المنطقة تعيش سلاما، متجاهلا صراعا تاريخيا طويلا واحتلالا للأراضي ومجازر بحق المدنيين، في محاولة للقفز فوق الوقائع الدموية".
Sputnik
وأشار عبدو إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يسعى من خلال هذا الخطاب إلى تقديم نفسه بصورة المنقذ للاقتصاد اللبناني المنهار، وهدفه الحقيقي دغدغة مشاعر فئة محددة من اللبنانيين، وتحديدا أولئك الذين هم على خلاف مع المقاومة، عبر إيهامهم بأن فرصة ذهبية لانتشال البلاد من أزماتها المالية تنتظرهم إذا ما قبلوا باليد الإسرائيلية الممدودة".
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية: "تكمن خطورة هذا الطرح في توقيته الذي يهدف لإرباك الحكومة اللبنانية، ففي حين لا تزال المفاوضات السياسية غير المباشرة ضبابية وفي بداياتها، يحاول نتنياهو بالتنسيق مع الجانب الأمريكي الذهاب بعيدا نحو المسار الاقتصادي، مستخدما أسلوب التهديد والإكراه لفرض اتفاقيات تفتقر إلى الرضا اللبناني، وهو ما يجعلها مخالفة للقانون الدولي".
الرئيس اللبناني يكشف سبب اعتماد لبنان خيار التفاوض مع إسرائيل
وتابع عبدومستشهدا بـ "اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية"، مدللا على أن الإسرائيلي اعتاد أن يأخذ دون أن يعطي، ومتسائلاً عن المكاسب التي حققتها مصر أو دورها كرافعة عربية بعد التطبيع، ليؤكد أن الوعود الإسرائيلية بالازدهار ليست سوى أوهام لاستدراج لبنان.

وحذرالخبير في العلاقات الدولية من أن نتنياهو في حال عجزه عن تحقيق مكاسب سياسية عبر المفاوضات، سيعمد إلى تغذية التناقضات الداخلية في لبنان، بهدف إحداث "شرخ كبير" وتفجير إشكاليات أهلية، لتعويض ما لم يستطع تحقيقه عبر آلة الحرب.

وبين عبدو أن "التطبيع غير وارد مع العدو الإسرائيلي، وغير موجود في القاموس اللبناني بمختلف أطيافه السياسية، حتى تلك المعارضة لـ"حزب الله"، مؤكدا أن "هذا المسار مغلق طالما أن إسرائيل لا تلتزم بالانسحاب من الأراضي المحتلة ولا تطبق الحد الأدنى من مقررات المبادرة العربية للسلام".
مناقشة