سوريا جنة الآثاريين... وأوغاريت إرث حضاري للبشرية

"تكمن في سوريا مئات المواقع الأثرية التي تروي فصولا من أقدم الحضارات البشرية. والمدهش أن العديد من هذه الاكتشافات المهمة جاء بالصدفة، كما حدث في موقع أوغاريت الشهير، الذي كشف عن أول أبجدية في التاريخ. من إيبلا بآلاف رقيماتها الطينية التي حفظت قوانين وإدارة كاملة لحضارة عريقة، إلى تل القرامل الذي يحمل شواهد على بدايات الاستيطان البشري، حيث تثبت سوريا أنها مهد الحضارات. وفي عمريت، سبقت الألعاب الأولمبية السورية نظيرتها اليونانية بمئتي عام! بينما حفظت مدينة ماري أول نموذج للحمامات العامة. وها هي آثار هذه الحضارات تتجلى حتى في اللهجات المحلية اليوم في سوريا حيث تختزل كل متر من أرضها حكاية إنسانية عظيمة، وتظل رقما صعبا في معادلة التاريخ البشري".

"نقرأ تاريخنا السوري بعيوننا لا بعيون المنقبين الغربيين، فبعضهم يتحيز ويشوه الحقائق. وتذكر قصة عالم الآثار باولو ماتييه خير دليل فقد كشف في مؤتمر صحفي بنفسه كيف زور منقب صهيوني معه اكتشافات موقع إيبلا ونسبها لنفسه في روما. وهنا نفرق بين الصهيونية كعداء سياسي، واليهودية كديانة محترمة. فبعض البعثات الأجنبية تحاول التسلل تحت غطاء علمي لسرقة إرثنا، لأن الصراع هنا حضاري في جوهره".