القاهرة- سبوتنيك- مؤمن حسانين
وأشارت صحف روسية إلى توقعات إجراء مناورات عسكرية للجيش المصري والروسي في البحر المتوسط لمكافحة الإرهاب هذا العام.
وقالت مجلة "التوقعات الشرقية الجديدة" الروسية، على موقعها الإلكتروني، إنه في ظل التوتر على الصعيد الدولي والأزمة الاقتصادية العالمية وفرض العقوبات الظالمة من الغرب على روسيا، تعمل موسكو على تعزيز العلاقات السياسية والتجارية الدولية مع الشركاء، مؤكدة أن "مصر الصديقة" تعد من أبرز هذه الدول التي تسعى موسكو لتعزيز التعاون المشترك معها، لما يتمتع به البلدان بتاريخ طويل من العلاقات في جميع المجالات.
ورأت المجلة أن هذا الرصيد التاريخي "سيدفع هذه العلاقات الجديدة ويعمل على تنميتها وتوحيدها، ولاشك أن زيارة الرئيس بوتين إلى مصر ستبني على أرضية الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى روسيا في أغسطس من العام الماضي"
واستعرضت المجلة الروسية في تقريرها الموسع الأوضاع في البلدين مشيرة إلى أن السنوات الأخيرة في مصر، كما هو الحال في روسيا، كانت هناك تغييرات اجتماعية وسياسية جادة، وستلعب أجواء الثقة والاحترام المتبادلة دورا حاسما في العلاقات بين موسكو والقاهرة، مؤكدا ان البلدين ينسقان كشريكين على المستوى الثنائي وعلى الساحة الدولية.
واسترجعت مجلة "التوقعات الشرقية الجديدة" التاريخ بالقول "إن هذا التعاون والتسيق ليس غريبا، فنحن نتذكر الصفحات المجيدة من التعاون المتبادل التي شملت محطة توليد الطاقة الكهرومائية في أسوان، ومجمع الحديد والصلب في حلوان، ومصنع الألومنيوم في نجع حمادي، والجامعة المصرية الروسية الوحيدة في القاهرة، وغيرها من العلاقات.
ونقل موقع "ريا سفيجى فيتر" الروسي، عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن روسيا ومصر قاما باستعادة العلاقات النشطة بينهما التي تضررت سابقا بسبب تغييرات السلطة، مضيفا ان البلدين استعادا علاقتهما في مجملها، جنبا إلى جنب مع تكثيف الاتصالات السياسية وتطوير العلاقات الاقتصادية في ظل تعقيدات الاقتصاد العالمي.
وتوقعت وسائل الإعلام الروسية أن تقدم روسيا نطاقاً ضخماً للاستثمار في الاقتصاد المصري، وهذا الاتجاه سيكون له، في المستقبل القريب، أولوية مطلقة في تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين. فالقيادة المصرية لا تسعي إلى خلق بيئة جيدة للاستثمار الأجنبي فحسب، بل هناك رغبة خاصة وحقيقية أيضاً لخلق علاقة عمل جيدة وقريبة مع روسيا.
وعددت وسائل الإعلام الروسية جوانب التطور التي شهدتها علاقات الدولتين مبرزة أن التبادل التجاري بين البلدين قفز في الفترة من يناير — نوفمبر لعام 2014 بصورة ملحوظة ليصل إلى 4.6 مليارات دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 80%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2013.
ولفتت إلى أن الجانب المصري يتخذ في الوقت الراهن جميع التدابير الممكنة لمنع انخفاض تدفق السياح من روسيا ففي عام 2014، فقد زار أرض الأهرامات حوالي 3 ملايين روسي، لكن انخفض تدفق السياح بعد التراجع الذي مني به الروبل الروسي فاقداً حوالي النصف تقريبا. وقررت مصر إلغاء رسوم التأشيرة للسياح الروس باعتبارها واحدة من التدابير الرامية إلى تعزيز السياحة الروسية وذلك لمدة أربعة أشهر من 15 يناير/ كانون الثاني حتي 30 أبريل/ نيسان من العام الجاري 2015.
وقالت وسائل الإعلام الروسية، إنه من بين القضايا الرئيسية على جدول الأعمال الثنائي لموسكو والقاهرة يأتي التعاون العسكري-التقني، مشيرة إلى تغير السلطة في القاهرة أدى إلى تطورها بشكل سريع، ففي العام الماضي أفيد بأن موسكو والقاهرة وقعا عقودا لشراء الأسلحة الروسية بقيمة 3.5 مليارات دولار بما في ذلك توريد مروحيات وطائرات وأنظمة الدفاع الجوي. وعلى حد قول محمد البدري سفير مصر بروسيا، التعاون العسكري بين موسكو والقاهرة لا يقتصر على الاتجار بالأسلحة، ولكن يشمل أيضا التدريب والتعليم، وتبادل المعلومات، وتوريد الأسلحة يحدث تدريجيا، دون تأخير ودون فرض أي شروط ذات طابع سياسي.