واحتشد العشرات من المواطنين والسائحين في احتفالية تقام حاليا أمام منطقة أبو الهول والأهرامات لمتابعة ظاهرة كسوف الشمس الكلي، في العالم، والذي سيشاهد جزئيا في مصر، اليوم الجمعة، خلال الدقائق القليلة المقبلة.
وقد اختيرت المناطق الآثرية الفرعونية موقعا لاحتفال تقيمه حاليا وزارتا السياحة والآثار، احتفالا وتذكيرا بأن المصريين القدماء كانوا أول من توصل إلى رصد ظاهرة الكسوف الفلكي، وهو ما أثبته فريق بحثى من علماء الفلك والمصريات بجامعة هلسينكى الفنلندية، توصل في يونيو 2013، إلى أن المصريين القدماء هم أول من رصدوا عمليات الكسوف المتكررة لأحد النجوم المعروفة باسم نجمة "رأس الغول"، وليس العالم الهولندي جودريك عام 1783، كما هو مدون بكتب علم الفلك.
ويأتي الكسوف الكلي الذي يشهده العالم تزامنا مع الاعتدال الربيعي، حيث يتساوى الليل والنهار تماما في ذلك اليوم وهو ما نسميه ذروة الربيع أو منتصف فصل الربيع.
ويحدث الكسوف الكلي عندما يغطي القمر قرص الشمس كاملا، بينما يصبح جزئيا بنسب مختلفة حسب نسبة تغطية القمر للشمس.
ولا تتكرر هذه الظاهرة الفلكية كثيرا، ويكون من نتيجتها ظلام في النهار تتباين درجته من دولة إلى أخرى بحسب درجة الكسوف، وضوء ساطع في الليل لأن القمر سيبدو ضخما وعملاقا.
وينصح الخبراء المواطنين بضرورة عدم التحديق في قرص الشمس بالعين المجردة أثناء الكسوف لما له من ضرر بالغ على شبكية العين، واستخدام النظارات الكسوفية المخصصة لهذا الغرض أو استعمال نظارات شمسية داكنة جدا، أو من خلال طبقتين من الأفرخ البلاستيكية التي تستخدم في أشعة إكس الطبية (المساحات الداكنة منها)
ومن المنتظر أن يحجب القمر ضوء الشمس في شريط على شكل نصف دائرة في غرينلاند، وكلما تم الابتعاد عن هذه المنطقة كان الكسوف أقل.
وقال بيان صادر عن مركز الفلك الدولي ومقره أبوظبي، إن أجزاء من العالم العربي ستشهد الكسوف، هي أقصى شمال السعودية وبلاد الشام ومعظم العراق، والأجزاء الشمالية من الدول العربية الأفريقية عدا السودان وجزر القمر.
وذكر المركز أن المدن العربية التي تشهد الكسوف هي عرعر السعودية وبغداد وعمان والقدس والقاهرة ودمشق وبيروت وطرابلس وتونس والجزائر والرباط ونواكشوط.
وحذر مركز الفلك الدولي من النظر مباشرة نحو الشمس وقت الكسوف، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تلف في العين، من الممكن أن يصل إلى درجة العمى الدائم.
كسوف الشمس، ظاهرة فلكية تحدث عندما تكون الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة، وكأنهم على خط متساو، فيبدون بحجم متساو، رغم أن قطر الشمس يكبر قطر القمر نحو 400 مرة وتعد أبعد منه بنحو 400 مرة، ولحظات الكسوف يكون القمر في المنتصف بين الشمس والأرض، فيلقي ظله على الأرض وترتبط ظاهرة الكسوف بفارق الحجمين الظاهرين للشمس والقمر.
يعتبر الكسوف كليا عندما يصل القمر إلى سطح الأرض، فينكسف كامل قرص الشمس بالنسبة للذين يكونون في الظل الذي تعكسه على الأرض فينقطع عنهم نورها. هذا بينما يكون الكسوف جزئيا في المناطق التي يسقط فيها شبه ظل القمر على سطح الأرض.