في وقت يبدو أن تلك المنطقة الواقعة على الحدود اللبنانية — السورية قد تشهد خلال الأيام المقبلة تصعيداً عسكرياً في ظل استعدادات "حزب الله" والجيش السوري من جهة، والمجموعات المسلحة من جهة ثانية لما بات يعرف بـ"معركة القلمون".
وقالت مصادر محلية لـ "سبوتنيك" إن "اشتباكات محدودة دارت بين مسلحين من "جبهة النصرة" وبين مسلحين من "داعش" في غرود عرسال على خلفية محاولة مقاتلي "داعش" تفتيش سيارة تابعة لـلنصرة، مشيرة إلى أن الطرفين تبادلا إطلاق النار، من دون وقوع إصابات قبل أن يتم احتواء الموقف.
وأضافت المصادر المحلية أن "ما جرى اليوم يعكس مستوى التوتر في صفوف المسلحين، في ظل الاستعدادات التي اتخذها "حزب الله" والجيش السوري النظامي، لإطلاق معركة طرد المجموعات المسلحة من القلمون".
وفي هذا الإطار، قالت مصادر متقاطعة في منطقة البقاع اللبناني لـ"سبوتنيك" إن حزب الله أكمل استعداداته لهذه المعركة، التي يتوقع المراقبون أن تبدأ خلال الأيام المقبلة، إذ أشارت إلى أن منطقة البقاع الشمالي تشهد استنفاراً غير مسبوق من قبل عناصر الحزب وما يعرف بـ "سرايا المقاومة".
وقال مصدر مطلع لـ "سبوتنيك" إن "ثمة اتصالات تجرى لنزع فتيل المعركة المرتقبة، مشيراً إلى أن اقتراحات يجري تداولها لتسوية تقضي بانسحاب المسلحين من القلمون نحو الداخل السوري.
واعتبر المصدر أن "قيام داعش بتسليم جثتي جنديين لبنانين يوم الجمعة الماضي قد يكون مؤشراً على ذلك"، لكن مصدراً آخر استبعد هذا الاحتمال، مشيراً إلى أن المعلومات الميدانية تفيد بأن المجموعات المسلحة في سوريا تجري إعادة انتشار لمقاتليها عند السلسلة الشرقية، ما يوحي بأن المعركة قريبة.
وأوضح المصدر، أن "جبهة النصرة" انسحبت خلال اليومين الماضيين من المناطق المتقدمة في "غرود عرسال"، والتي يسهل استهدافها بنيران المدافع إلى مواقع خلفية أكثر أماناً.
وفي الوقت ذاته، أعلنت "جبهة النصرة"، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، عن "اكتمال تدريب طواقم متخصصة من رماة الصواريخ الموجهة ونشرهم على قمم جبال"، ونشرت صوراً لمسحلين يستخدمون هذا النوع من الأسلحة المضادة للدروع.