ضبط حرس الحدود الألماني في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1939 محاولة لعبور حدود ألمانيا مع سويسرا بالطريقة غير المشروعة، وأوقف مَن حاول التسلل إلى سويسرا وهو المواطن الألماني غيورغ ألزير (36 عاما).
ويقول ليونيد جيغالوف، كاتب صحفي: ضبطت بحوزة الموقوف، من جملة أشياء أخرى، بطاقة البريد التي تحمل صورة لمطعم "بورغربرويكيلر" في مدينة ميونيخ. وجرى استجوابه. وحينما قارب الاستجواب على النهاية دمر انفجار قوي مطعم "بورغربرويكيلر"، فتحول غيورغ ألزير المنتمي إلى الطبقة البروليتارية العمالية، من كونه متهماً بتهريب السلع إلى مجرم خطير يُتهم بارتكاب الجريمة بحق الدولة. وذلك لأن أدولف هتلر رئيس وزراء ألمانيا، كان موجودا في هذا المطعم في ذلك اليوم.
وقال غيورغ ألزير للمحققين في وقت لاحق: "قادني التفكير في الوضع في ألمانيا وحولها إلى الاعتقاد بأنه في حالة اغتيال أدولف هتلر سيصل إلى السلطة أشخاص لا يقدمون مطالب لا تطاق إلى البلدان الأخرى، ويهتمون بتحسين الأحوال المعيشية للعمال".
وكان هتلر قد أعلن في مطعم "بورغربرويكيلر" في الثامن من نوفمبر من عام 1923 عن بدء "الثورة القومية"، وحرص على التحدث لأعضاء حزبه النازي (الحزب القومي الاشتراكي العمالي الألماني) في هذا المطعم في الساعة 21:00 من مساء الثامن من نوفمبر سنوياً منذ عام 1933 عندما أصبح رئيسا لوزراء ألمانيا.
وخطط غيورغ ألزير لتفجير المطعم في الساعة 21:20 من مساء الثامن من نوفمبر من عام 1939. ومن أجل تنفيذ خطته قضى غيورغ ألزير شهراً في تجهيز المخبأ للمتفجرات داخل العمود المجاور للمنبر الذي كان هتلر يتحدث منه.
وشاء القدر أن يلقي هتلر كلمته في وقت مبكر في ذلك اليوم حتى يلحق القطار الذي يحمله إلى العاصمة برلين لأن الظروف الجوية الرديئة مساء 8 نوفمبر حالت دون عودة هتلر إلى برلين على متن طائرته. ولهذا السبب غادر هتلر مطعم "بورغربرويكيلر" قبل 13 دقيقة من وقوع الانفجار.
وفي 9 أبريل/نيسان من عام 1945 قُتل غيورغ ألزير المحبوس في معتقل داهاو، رمياً بالرصاص تنفيذا لأوامر هتلر. وفي 30 أبريل قضى هتلر منتحراً حتى لا يقع في أسر الجيش الأحمر، جيش العمال والفلاحين، الذي تمكن من دحر جحافل هتلر التي هاجمت روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية المتحدة، وطارد الغزاة حتى وصل إلى عاصمة "الرايخ الثالث".
وفي عام 2003 أطلق اسم غيورغ ألزير على مدرسة في مدينة كونينغسبرون مسقط رأسه، تكريما لذكرى الرجل الذي كاد أن يحول دون وقوع بلاده في مزالق الكارثة.