سبوتنيك — هشام محمد — غزة
تجسس وتجارب صاروخية وترميم لأنفاق وتجهيز لمعركة قادمة بكل تفاصيلها. هذا ما تتهم به إسرائيل حركة "حماس" التي تتهم إسرائيل هي أيضاً بعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق التهدئة الذي وقّع بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية، عقب الهجوم الأخير على القطاع في يوليو/تموز الماضي.
وسمحت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، لأول مرة، لسكان القطاع برؤية المناطق الحدودية داخل إسرائيل، عبر نواظير عسكرية تستخدمها "القسام" عادة في مراقبة الجيش الإسرائيلي على الحدود.
ودخل مئات من سكان القطاع موقعاً عسكرياً للقسام شمال قطاع غزة قرب الحدود مع إسرائيل، وتجولوا فيه كباراً وصغاراً، وسمح لهم عناصر من القسام بمراقبة الحدود والنظر إلى داخل البلدات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.
وتقول "حماس" إن هذه الفعالية جاءت ضمن الفعاليات الرامية لإحياء ذكرى "النكبة" الفلسطينية، وليرى سكان القطاع بلداتهم التي هجرتهم إسرائيل منها.
ويؤكد فتحي حماد، القيادي البارز في "حماس"، خلال كلمة له أمام الجماهير في موقع القسام أن المقاومة الفلسطينية بعد الحرب الأخيرة عادت إلى مواقعها بهمة أكبر، وبعد كل حرب تزيد أعدادها وصواريخها وأنفاقها،
مشدداً على أن "حماس" وفصائل المقاومة كافة، ستبقى متمسكة ببندقيتها لمحاربة "الاحتلال الإسرائيلي" دون أي حوارات معه.
وجدد حماد تأكيد حركته على أنها لا تفاوض "الاحتلال الإسرائيلي" بأي شكل من الأشكال، وأنها عاقدة العزم على تبييض السجون الإسرائيلية من جميع الأسرى الفلسطينيين.
ويرى حمزة أبو شنب، المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي أن حركة "حماس" وجناحها العسكري "كتائب القسام" يعملون من خلال أنشطتهم وتدريباتهم على المحافظة على حالة التوازن والردع.
ويقول أبو شنب، في حديث مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن إسرائيل ما تزال تحاصر غزة، ويقوم القسام بالضغط على سكان البلدات الحدودية في إسرائيل الذين سيضغطون على قيادتهم، وبالتالي العمل على فك الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
ويضيف: لا أحد يستطيع مراجعة "حماس" بهذا الخصوص، لأن الاتفاقيات لم تنص على أن توقف المقاومة تجهيزاتها، وبات كل طرف يحاول إيصال رسائل للطرف الآخر لإبقاء حالة الردع المتبادلة، وفي ذات الوقت عدم كسر قواعد الاشتباك بينهم في قطاع غزة.
ويشير إلى أن مشاركة سكان القطاع في هذه الفعالية تأتي من أجل تعزيز روحهم المعنوية، وإطلاعهم على جزء بسيط من قدرة المقاومة وتجهيزاتها.
ويعتبر موقع "كتائب القسام" الذي سمح للناس بدخوله، هو ذات الموقع الذي آثار ضجة في الأوساط الإسرائيلية، بسبب قربه من الحدود وسماع سكان البلدات الإسرائيلية القريبة أصوات إطلاق النار وتدريبات الذخيرة الحية التي كان يجريها عناصر "كتائب القسام" داخله.
وشيدت القسام الموقع ومواقع أخرى قريبة من الحدود عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير على القطاع، في تحد واضح لإسرائيل.
وقالت القسام حينها إن العمل مستمر على قدم وساق لتطوير المواقع وتوسيعها، لتشمل كل ما يلزم لتدريب عناصرها في كافة التخصصات، وأنها "ستتصدى لأي عدوان إسرائيلي قادم".