وفي ظل التحركات السياسية والشعبية، التى يقودها سياسيون وناشطون فلسطينيون، لا تزال إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية حلماً يراود كل فلسطيني، الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، قال لوكالة "سبوتنيك" الروسية، الجمعة، إن الفلسطينيين يواجهون حقيقة لا مراء فيها أن "النكبة مستمرة"… متمثلة في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وعمليات التهجير والضم والتهويد الجارية في الضفة الغربية، مؤكدا استمرار معاناة الفلسطينيين، وهو الحال للفلسطينيين في مخيم اليرموك في سوريا، مشيرا إلى أن بعض الفلسطينيين تم تهجيرهم عشرات المرات، موضحا أن النكبة حالة مستمرة وما تقوم به إسرائيل الآن لا يختلف شيئا عمَا قامت به في حيفا وعكا ويافا.
خريطة التحرر
وتابع البرغوثي قائلاً: "توجد في إسرائيل الآن أكثر حكومة متطرفة؛ ترفض الحل السلمي، وكذا ترفض حل الدولتين، وتواصل التنكيل بالشعب الفلسطيني، وما ظنت جولدا مائير أنه حدث لم يحدث، فهي قالت "إن الكبار سيموتون والصغار سينسون"، لكن الصغار لم ينسوا أرضهم، بل علي العكس تمسكهم بأرضهم بات أكثر من أى وقت مضى. ومن معالم فشل مشروع إسرائيل أن عدد الفلسطينيين الموجودين في فلسطين، هو نفس عدد الإسرائيليين برغم تهجير ثلثي أبناء الشعب الفلسطيني".
وأثني البرغوثي على الخطوات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية، التي كان من بينها الانضمام إلى الأمم المتحدة، واصفاً إياها بـ"الخطوة المهمة"، مشيرا إلى أنه ينقصها التكامل مع خطوات أخرى، مشيرا إلى أن انطلاقة الثورة الفلسطينية، حاول الإسرائيليون شطبها تماماً، لكن الاعترافات الدولية تتوالى، وكان آخرها اعتراف الفاتيكان الذي يؤكد مكانة فلسطين وعدم إمكان شطبها من الخارطة التحرر السياسي، وهذا يمثل شكلاً من أشكال النضال السياسي.
غلق الأبواب
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، صالح زيدان، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، الجمعة، إن النكبة ما زالت متواصلة بشكلها المأساوي الذى حصل سواء من خلال "بقاء قضية اللاجئين دون حل، أو من خلال الاحتلال الاسرائيلي"، مؤكداً أنه بمرور 67 عاما على النكبة لا تزال المسيرات والتحركات الشعبية تجتاح المناطق الفلسطيني، مما يظهر تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة طبقاً للقرار الأممي رقم 194.
وأكد صالح زيان أنه وبالرغم من الجراح الكبيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية فقد استطاع الفلسطينيون الحصول على عضوية مراقب في الأمم المتحدة وقبلها بناء منظمة التحرير وانطلاق الثورة الفلسطينية، مشيرا إلي أن الحكومة الإسرائيلية تتعنت وتغلق الباب أمام أي حل سياسي متوازن، أو أي إحياء للعملية السياسية، موضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن أنه لن تكن هناك دولة فلسطينية، وتابع قائلاً: إسرائيل ماضية في بناء المستوطنات والعدوان على مدينة القدس بتهويدها.
ثنائية المقاومة والتدويل
وثمن عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية خطوة اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطيـن، داعياً إلى ضرورة إنهاء الانقسام المدمر من خلال حوار وطني شامل عبر الدعوة لاجتماع الإطار المؤقت لمنظمة التحرير لتطبيق بنود اتفاق القاهرة الموقع عليها بتاريخ 4 مايو/ أيار 2011، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بالبلاد.
تابع بالقول: ما نحتاجه رسم استراتيجية سياسية من قرارات المجلس المركزي الأخيرة الذي يتجه إلى تصعيد المقاومة الشعبية وتدويل القضية الفلسطينية، نحن نمتلك من العناصر ما يمكننا من السير قدماً لإنهاء الاحتلال، لكن هذا يتطلب التقاء "فتح" و"حماس" وإنهاء الانقسام، وتوفير سبل الصمود حتى نستطيع بالمقاومة والتدويل أن نعجل بعملية إنهاء الاحتلال الاسرائيلي، على حد قوله.