تشهد مدينة سكوبيه عاصمة جمهورية مقدونيا مظاهرات ينظمها معارضون لحكومة رئيس الوزراء نيكولا غرويفسكي، تقابلها مظاهرات ينظمها مؤيدو الحكومة. ومن الواضح أن عدد المؤيدين يفوق عدد المطالبين بإقالة الحكومة.
ويعبّر مراقبون كثيرون، مع ذلك، عن شكوكهم في إمكانية أن تصمد حكومة رئيس الوزراء نيكولا غرويفسكي ضد المطالبين بإسقاطها، وذلك لأن الحكومة المقدونية لا تواجه حفنة من المعارضين، بل تواجه منفذي سيناريو الثورة الملونة الذين يحظون بتأييد الأطراف الخارجية التي تتقن اتهام الأنظمة الحاكمة "غير المرغوب فيها" بانتهاك القيم الديمقراطية أو العجز عن حفظها. وتعتبر هذه التهمة في أوروبا بمثابة حكم الإعدام على أي حكومة.
ويتهم الغرب الأوروبي والمعارضة المقدونية الحكومة الحالية في مقدونيا بالتنصت على المكالمات الهاتفية وتنفيذ العملية الأمنية ضد جماعة "جيش التحرير الشعبي" في الحي الألباني بمدينة كومانوفو.
ويُعتقد أن هناك أسبابا أخرى أكثر وزناً وراء تنظيم الثورة الملونة في مقدونيا، من بينها رفض مقدونيا المشاركة في تطبيق العقوبات الغربية ضد روسيا. وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت عن وجود براهين تؤكد أن الأطراف الخارجية تحاول دفع مقدونيا إلى هاوية الثورة الملونة.
وتحاول الحكومة المقدونية من جانبها أن تثبت استقلال الدولة المقدونية وسيادتها. إلا أن البرمان الأوروبي كشف مَن هو سيد البيت المقدوني، الثلاثاء (19/5/2015)، عندما طالب رئيس الحكومة المقدونية نيكولا غرويفسكي وزعيم المعارضة المقدونية زوران زايف، بأن يحضرا جلسة محاسبتهما تحت قبة البرلمان الأوروبي.