وقال اللواء أركان حرب متقاعد أحمد رجائي عطية، في مقابلة مع "سبوتنيك" إن من يقف وراء داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) هو بالأساس من أوجده في العراق وسوريا وهي الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم تمدد التنظيم في مناطق غرب سوريا والعراق وهو ما يمثّل "حزاماً أمريكياً".
وأوضح عطية أن الولايات المتحدة في سبيل تحقيق أهدافها، تتعامل مع المنتمين لأي فكر ومن هنا فهي، بدعمها لتنظيم الدولة الإسلامية، تهدف إلى تقسيم العراق وسوريا إلى دويلات، مشيراً إلى أن ذلك يمثّل التقسيم الثاني للمشرق العربي بعد اتفاقية "سايكس بيكو".
ويُشار إلى أن اتفاقية "سايكس — بيكو" عام 1916، كانت تفاهماً سرياً بين فرنسا وبريطانيا ينص على تقسيم منطقة الهلال الخصيب بين الدولتين وتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة.
وتم التوصل إلى هذه الاتفاقية بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزاراتي الخارجية.
وأشار عطية، مؤسس وحدة مكافحة الإرهاب بالجيش المصري المعروفة بـ (777) والحاصل على وسام النجمة العسكرية، إلى أن "داعش" لا يستهدف البنية التحتية وتحطيم مقومات الدولة فقط بل يهتم في المقام الأول بتدمير التراث الحضاري والإنساني والمنتج الثقافي للحضارات المتعاقبة التي توالت على المشرق العربي، مشيراً إلى ما قام به مسلحو داعش من تحطيم آثار عراقية مثّلت الحضارات البابلية والأشورية والكلدانية وغيرها من حضارات الشرق القديم.
وكانت مدينة "تدمر" الأثرية التابعة لمحافظة "حمص" بوسط سوريا سقطت بيد "داعش" عقب يومين فقط من سقوط مدينة "الرمادي" مركز محافظة الأنبار العراقية، فيما يعكس تمدّداً ملحوظاً للتنظيم، الذي أعلن قيام الخلافة الإسلامية مطلع العام 2014 وبات، وفقاً لتقديرات متفاوتة، يسيطر على نحو نصف الأراضي السورية وأجزاء كبيرة من العراق.