ودعت شكور أعضاء المنظمة والمجتمع الدولي بأسره إلى دعم جهود سوريا في "تصديها وحربها ضد المد البربري"، حتى تتمكن من إحباط ما وصفته بـ"خطط وأهداف دول مصابة بمرض إشعال النيران (البيرومانيا)".
وناشدت شكور الدول الأعضاء والأطراف في اتفاقية "اليونسكو 1970 "المتعلقة بالتدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة"، بضرورة "دعم دمشق في حربها ضد المد البربري الذي يأتي من الجحيم والذي يقود البشرية جمعاء الى الجحيم".
آثار منهوبة
وحيَّت السفيرة لمياء شكور جهود الجيش السوري وصمود الشعب السوري ووعيه بقيمة تراثه ومساندته للجهود الوطنية الرسمية في معركة صون وحماية التراث، موضحة أن تقارير وزارة الثقافة السورية والمديرية العامة للآثار والمتاحف تشير إلى منع تهريب 6 آلاف قطعة آثرية كانت معدة للتهريب إلي كل من تركيا ولبنان، كما تم استعادة العديد من القطع الأثرية المنهوبة ومنها كنز مؤلف من 1600 مصكوكة برونزية موشاة بالفضة، مكتشفة في جبل الشاعر بين تدمر وحمص.
وأكدت أن بلادها تنسق مع الشركاء الدوليين العاملين في "اليونسكو" و"الأنتربول" ودول الجوار مثل لبنان والعراق، للتصدي لعملية الإتجار غير المشروعة للأثار.
التعطش للغنائم
وسلطت السفيرة لمياء شكور الضوء على القيمة الحضارية والإنسانية التي تتمتع بها مدينة تدمر واصفة إياها بـ"لؤلؤة الشرق وبصمة الحضارات المتعاقبة في ضمير الإنسانية"، مشيرة إلى أن المدينة كانت "الشاهد على الحضارات التي ينحدر منها شعب سوريا، وتنحدر منها شعوب العالم، حيث تعد " تدمر" أحد مواقع التراث العالمي الست في سوريا والمدرجة على لائحة التراث العالمي في خطر منذ العام 2013".
وأكدت لمياء شكور أن تدمر وأهلها يقاومون، ويدافع عنها وعن أهلها الجيش العربي السوري والقوى الشعبية وأبناؤها الذين يتصدون لقوى المجموعات الإرهابية "الداعشية" وتفرعاتها من المجموعات المسلحة المرتزقة المتعطشة للغنائم، التي يطيب لبعضهم دعمها وتسليحها تحت عنوان دعم وتدريب وتسليح "المعارضة المعتدلة"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وتركيا وبلدان خليجية.
الوباء الأسود
وجددت شكور دعوتها للدول الأعضاء بالتصدي لما وصفته بــ"الوباء الأسود"، الذي يجتاح العالم، قائلة "إنه وباء سقوط السيادات الوطنية وانهيار الدول، الوباء الأسود الذي يعيث الفوضى والخراب، إيذاناً بمزيد من الضحايا البشرية ونهب ثروات البلاد وتدمير وسرقة تراثها".
واختمت مداخلتها في ختام أعمال الاجتماع الثالث للدول الأطراف في اتفاقية اليونسكو 1970، الذي استضافته باريس في الفترة من 18- 20 مايو/ أيار الجاري، قائلة "حانت ساعة إعادة إحياء الميثاق التأسيسي لمنظمة اليونسكو، التي ولدت من رحم الحرب العالمية الثانية، الحرب الأكثر تدميراً في تاريخ البشرية. فإحياء الميثاق التأسيسي للمنظمة هو أمانة في أعناقنا نحن الدول الأعضاء".