في حلقة اليوم نستمع إلى رأي الكاتب والمحلل السياسي الدكتور طالب زيفا
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
صنعت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالتعاون مع بعض من دول المنطقة، وتحديدأ دول الخليج مايسمى بالربيع العربي الذي اختلفت نتائجه من دولة إلى أخرى، هذا الربيع الذي لم يحمل من اسمه سوى الصفة ومر بصعوبة في بعض الدول كتونس ومصر، ولكنه تحول بعد عدة سنوات الى جحيم بكل ما تحمله الكلمة، من معنى فخلف وراءه الدمار والخراب، ومازال مستمرا في سورية والعراق وليبيا والآن يتمدد الى اليمن ويعود أدراجه إلى مصر ولكن ليس بنفس القوة في الدول الثلاثة الأنفة الذكر. وعلى هذه الحال تحول مشروع الربيع العربي المبتكر غربياً والمدعوم الى حد كبير عربيا ومن قبل اسرائيل وتركيا ، تحول من مشروع يهدف الى اسقاط الأنظمة الى عاصفة هوجاء تسقط الدول كما يحدث الآ في ليبيا تماً فلم يبقى من هذه الدولة العربية غير الأسم في ظل تمدد الوحش الإرهابي المسمى داعش وسيطرته على أهم المدن والمراكز الاستراتيجية من ابار النفط الى مطارات وصولا الى سواحل البلاد وجبالها ، في الوقت الذي ماتزال فيه سورية والعراق يقارعان هذا الخطر ويقدمان التضحيات الجسام للقضاء عليه ، في الوقت الذي يكتفي فيه عرابو هذا الربيع الذي ولد لهم داعش واخواتها من المجموعات الإرهابية المسلحة ، يكتفون بالقلق والتصريحات المتناقضة من هنا وهناك والتبجح في الشعارات الهادفة الى القضاء عليه لما بات يشكله من خطر على الامن والاستقرار العالميين وخاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بان اكثر من 22 الف مواطن اجنبي من 100 دولة يقاتلون في صفوف التنظيمات الارهابية في العراق وسورية ، طبعا قديكون هذا السبب هو أحد أهم الأسباب التي جعلت الدول الغربية تتلمس على رأسها خوفاً من عودة مواطنيها الى دولهم حيث يتابعون نشاطهم الجهادي في تحقيق الحرية والديمقراطية التي حملتهم اياها دولهم الى الدول العربية ، فاختارت هذه الدول باريس عاصمة الدولة الام الراعية والداعمة لهذه المجموعات علنا بخلاف عن الدول الغربية بشكل عام والتي تتبع سياسة المعايير المزدوجة والتخفي احيانا بخصوص التعامل مع داعش وغيرها ، يجتمع رعاة الارهاب العالمي في باريس لمناقشة السبل المطلوبة لمواجه ابنهم غير البار الذي خرج عن امرة اهله وعاقهم وبات يشكل خطرا عليهم ، فيريدون قتله حيث هو قبل ان يعود ادراجه الى احضان اهله ، ولكن بطريقة تسمح لهم بإبتزاز وتدمير دول المنطقة وتقسيمها الى أقصلى درجة ممكنة مايسهل عليهم تطبيق مشروع التقسيم المخطط له بدقة بعد الفشل في عمليات التطبيق والبحث عن بدائل اخرى لم يعد معها ينفع التغليف بغلاف الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان.
السؤال الاساسي الذي يطرح نفسه هنا هل خرج داعش بالفعل عن حدود السيطرة عليه في ظل تفرعه وتمدده في دول المنطقة كالنار في الهشيم وتهديداته لدول الغرب التي اتى منها فكرا ومضموناً ؟ وهل سيقدر زوار باريس على الاعتراف بهذا الأمر أو يتحاشون هذا الإعتراف مع اقترابه الى حدودهم ؟ وهل يقضى على مشروع هذه الدول في حال تم القضاء على داعش في سورية والعراق خلال الفترة القريبة ؟
اسئلة كثيرة وصعبة لايمكن التكهن بالجواب عليها نتيجة الهستيريا التي وصل اليها وضع المنطقة في ظل التعنت الغربي وغض النظر عن هذه التطورات من الدول الراعية للإرهاب وفي ظل تخاذل وخلاف عربي عربي يقدم بعضه الدعم الكامل لهذا المخطط ومنفذيه دون أن يدرك المخاطر التي تنظره ؟
التفاصيل في هذا الحوار الذي أجريناه مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور طالب زيفا
فلنتابع معاً هذا الحوار