عدم تجاوب القيادة السياسية في جنوب أفريقيا، مع قرار الجنائية الدولية يحمل رسالة مفادها أنها تسير في اتجاه تعزيز العلاقات الأفريقية في إطار الاتحاد الأفريقي الذي لم تتوافق الدول الأعضاء فيه على عمل المحكمة.
ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، رضا شحاته، في حديث لـ "سبوتنيك"، أن قرر المحكمة الجنائية الدولية سواء للدول الموقعة على معاهدة روما المؤسسة للمحكمة، أو غيرها من الدول، له تأثير معنوي وقيمته الأدبية، مضيفاً أنه يجب أن يطبق على الجميع وبعيداً عن الانتقائية.
وأشار إلى أن الوضع في السودان وضعاً معقداً، من قبلية واتجاهات نحو الانقسام، وأخرى للحفاظ على وحدة الدولة وطابعها القومي، بينما يتعين على سياسات حقوق الإنسان مراعاة خصوصيات كل مكان ومجتمع.
وأضاف أن قرار المحكمة باتخاذ إجراء عقابي على رئيس دولة من الدول، فإنه يجب أن يبتعد القرار عن السياسة الانتقائية، مضيفاً أن جنوب أفريقيا دولة كبيرة في الاتحاد الأفريقي، وأنها تحاول خلق توازن في علاقاتها الأفريقية.
وأوضح أنه لا يوجد إجماع أفريقي حول مشكلة السودان، لطبيعة الوضع المعقد في هذا البلد العربي الأفريقي، مشيراً إلى أن الرئيس السوداني خرج من بلاده أكثر من مرة، معتبراً أن المحكمة تسعى لتنفيذ قراراتها عندما تريد، وتتجاهل ذلك في كثير من الحالات. كما أنها لا تنطلق من أساس قانوني، بل من اعتبارات سياسية، وهذا ما تحاول جنوب أفريقيا ومعها الاتحاد الأفريقي تجنب الانزلاق في هذا الاتجاه.
وأشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية مقيدة ذاتياً في حالات كثيرة لانتهاكات حقوق الإنسان، في مناطق مختلفة من العالم، وأنه يجب أن يكون هناك معيار واحد للدفاع عن حقوق الإنسان في كل مكان وليس الانتقاء أو الازدواجية.
ومن جانبه، رفض عضو المكتب الرئاسي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الاتحاد الأفريقي، جوزيف تشيلينجي، قرار المحكمة الجنائية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير خلال زيارته إلى جنوب أفريقيا، وقال خلال تصريحات صحفية، أمس الاثنين، على هامش قمة جوهانسبرغ، بأن قرار المحكمة الجنائية باعتقال رئيس واحدة من الدول الاعضاء يشكل "محاولة لعرقلة النقاش المثمر لزعماء الدول".