وأضاف الدكتور حسن في تصريحات خاصة أدلى بها، الاثنين، لمراسل وكالة "سبوتنيك" الروسية، أنه بعد كل إنجاز نوعي للجيش السوري يعمد مشغلو هذه التنظيمات إلى محاولة تمدد حول الأطراف، أي باتجاه المناطق الحدودية، التي يمثل الخارج لها عمقا استراتيجيا، لذلك كان هذا التصعيد غير المسبوق سواء أكان باتجاه السويداء أو القنيطرة.
وقال حسن: "إن استهداف السويداء والعمل على تحشيد جزء أساسي من حرب نفسية، متزامنة مع الزج بأعداد كبيرة من العصابات المسلحة لتهديد السويداء، وحتى استهداف المدينة في الأيام السابقة بمجموعة من القذائف والصواريخ في محاولة لخلط الأراق من جديد، وإثبات هذه العصابات لمشغليهم أنه ﻻيزال باﻻمكان المراهنة على ما يمكن أن تحققه، مدعومة بخطاب فتنوي، وحرب نفسية، وتضليل إعلامي ممنهج، تحاول العزف على أوتار وانتماءات ضيقة تعود الى ماقبل الدولة الوطنية".
الأردن وإسرائيل
وأكد حسن أن "ما من أحد عاقل يقتنع أن العاهل الأدني الملك عبدالله الثاني يريد أن يدافع عن العشائر السورية، وكأن الأدن قادر على الدفاع عن نفسه أو حتى عن عرشه، لوﻻ جهود من وظفه الحريص على تنصيبه في المملكة الأردنية".
وأضاف أن دعوة الملك الأردني لتسليح العشائر "جاءت متزامنة مع دعوة أمريكا لتسليح العشائر العراقية والعزف على تأجيج النزاعات الفتنوية الطائفية التقسيمية"، وهذا ما تزامن أيضا مع ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن بلدة حضر والترويج بأن الكيان الصهيوني حريص على أهالي حضر".
وأشار حسن إلى أن "النقطة الأساسية التي يمكن الوقوف عندها، هي الأحاديث التي نقلتها صحف "هاآرتس" و"إسرائيل اليوم" و"يديعوت أحرونوت" عن ماذا بعد المذابح الجماعية التي ستتم في قرية حضر، وكأنهم يسلمون مسبقا أن المسلحين سيدخلون مسبقا إلى البلدة وسيقومون بمذابح جماعية، إضافة إلى إعلان إسرائيل عن وجود خطة لمنع حدوث ذلك في محاولة للإيحاء بأن الأور منتهية، إﻻ أن الجواب جاء عبر الواقع سواء كان من خلال مؤتمر العشائر أو من خلال أهالي حضر وتصديهم البطولي، وأهالي الثعلة وغيرها من البلدات والقرى كتفا إلى كتف مع الجيش السوري".
سيطرة الجيش
وأضاف حسن "على الرغم من تعدد الهجمات والعربات المفخخة التي استهدفت مطار الثعلة واستخدام كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة سواء كان بالثعلة أو باتجاه القنيطرة لم يتمكن المسلحون من تحقيق أي نصر بل استطاع الجيش أن يوسع من نطاق المنطقة الآمنة حول مطار الثعلة، وأن يستعيد السيطرة على قرية وتلة سكيكة، وهذا يعني السيطرة نارياً على مساحات واسعة ما يجعل من إمكانية التواصل بين المسلحين بحده الأدنى ويمكن الجيش من استهداف أرتال ومحاور تحركاتهم".
وقال الخبير العسكري السوري "إن الأمر ذاته تكرر في القنيطرة عبر استهداف حضر وغيرها من القرى، واستطاع الجيش السيطرة على تل الأحمر الشمالي، وبالتالي أصبحت المنطقة واسعة ومفتوحة أمام نيران الجيش واستطلاعاته بالتزامن مع وقوف أهالي حضر بشجاعة إلى جانب الجيش، ووقوف أهالي خان الشيح وخان ارنبة وغيرها من المناطق وإعلانهم انتماءهم لوطنهم وبقاءهم إلى جانب جيشهم".
وأشار حسن إلى أن "هناك استهدافات على مدار الساعة لمقرات المسلحين ومحاور تحركهم وقوافل إمدادهم سواء كان في جباتا الخشب ومغر المير وبيت جن، هم أرادوا أن يفتحوا ثغرة باتجاه جبل الشيخ والداخل اللبناني، الأر الذي منعه الجيش إضافة إلى وقوف المكون الشعبي إلى جانب الجيش كان له الدور الأساسي في تحقيق هذه الإنجازات، وبالتالي كانوا يسعون بشتى السبل للوصول إلى اوتوستراد السلام وفصل القنيطرة عن دمشق، لكن كل هذه المساعي والجهود أصبحت وراء الظهر، وينفذ الجيش رمايات حاكمة ونارية على غاية من الدقة، وفقط في الأسبوع الأخير أعداد القتلى بالمئات من مسلحي النصرة وغيرها من المسلحين المدعومين من إسرائيل".
العشائر تلتئم
وحول المعارك التي تجري حول الآبار النفطية في ريف حمص بين الجيش السوري وتنظيم داعش، قال حسن إن "الجماعات المسلحة تسعى بشتى السبل لمحاولة التاثير على عوامل القوة للدولة السورية، وفي مقدمتها على الصعيد اﻻقتصادي من خلال السيطرة على آبار النفط وحقول الغاز وغيرها، والمتابع لأداء هذه التنظيمات يلاحظ أن هناك شيئاً من التكتيكات الجديدة التي طرأت في طريقة القتال عبر الهجوم بأعداد كبيرة باﻻﻻف مزودين بجميع أنواع الأسلحة، خاصة الأسلحة الحديثة ذات الطاقة التدميرية الكبيرة، ﻻسيما فيما يتعلق بمضادات الدروع أمريكية الصنع وغيرها"… مضيفا ان المتابع للأوضاع الميدانية يلمس على الرغم من ذلك على أرض الواقع قدرة الجيش على إلحاق خسائر كبيرة بالعديد والعتاد في صفوف المسلحين ووقوف المدنيين أيضا في تلك المناطق والبلدات المجاورة، إضافة إلى موقف زعماء العشائر بشد عزائم جميع أبناء المنطقة.
وأفاد حسن "عندما نتحدث عن حقول جزل والبادية السورية نحن نتحدث عن منطقة مفتوحة وشبه صحراوية وإمكانية تقدم المسلحين ودخولهم إلى هذه المنطقة أو تلك ﻻ يغير من المواجهة الميدانية، فالكثير من الهجمات تم القضاء عليها بالكامل… كان آخرها اليوم حيث تم القضاء على مسلحين كانوا يحاولون التسلل عبر قرية مكسر الحصان".
وقال الخبير: "هناك متابعة لتحركات هؤﻻء المسلحين واستهدافهم، والمراهنة على إمكانية إحداث اختراق من البادية السورية باتجاه الداخل السوري ودمشق هو صفر".
معارك ساخنة
وعن عمليات الجيش في حلب وريفها، أكد حسن أن " الجيش السوري محكوم بانتشار عملياتي ميداني محدد ووجود الجيش العددي قليل مقارنة بعديد المسلحين ما دفع القادة الميدانيين باتخاذ قرار باعتماد تكتيك الدفاع المحصن، وإقامة نقاط تمركز وتثبيت، والتعامل من خلالها مع الموجات المتتالية لهجمات المسلحين، وهذا ما يفسر التقدم البطيء مع اﻻخذ بعين اﻻعتبار الحرص على حياة الجندي السوري وتفادي ما أمكن من خسائر بشرية، خاصة عندما تتسلل الجماعات المسلحة الى مناطق سكنية".
وختم الخبير العسكري قائلا إن "الجيش السوري في ريف القنيطرة، حقق تقدماً مهماً على محاور القتال بعد أيام على إعلان الجيش الأول في الجيش الحر سيطرته على التلول الحمر ومناطق مهمة من هذا الريف، الذي شهد طوال الأيام الماضية معارك ساخنة خاصة حول بلدات حضر، وخان أرنبة، والبعث، ليستعيد الجيش السوري السيطرة على التلول الحمر، وهي مجموعة تلال ترابية ترتفع لتشرف على مدينتي البعث وخان أرنبة، بالاضافة إلى بلدة حضر، حيث استغل المسلحون سيطرتهم على التلول قبل أيام لمحاولة الهجوم على القرية الدرزية.
