القاهرة — أجرى الحوارات أشرف كمال
يرى مساعد وزير الخارجية المصري السابق، الدكتور رضا شحاته، في حديث لـ"سبوتنيك" اليوم الثلاثاء، أن الغرب سيقبل إيران كدولة نووية، مقابل بعض الخطوات من جانب طهران، موضحاً أن مستقبل البرنامج النووي الإيراني لن يتوقف على قرار أو قيود أوعقوبات اقتصادية مفروضة من الغرب، بل مرهون بقرارات وسياسات طهران.
ونوه إلى أن الوضع في المنطقة يتجاوز مرحلة الاتفاق بين إيران والغرب والولايات المتحدة، على البرنامج النووي الإيراني، موضحاً وجود أبعاد كثيرة تتعلق بمستقبل العلاقات الإيرانية ـ الغربية، لا تقتصر على البرنامج النووي.
وأشار إلى مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والنفوذ الإيراني في عدد من الدول مثل العراق وسوريا ولبنان، واليمن وغيرها، وأن الاعتراف بدور إيراني إقليمي في المنطقة، يدفع الشرق الأوسط إلى مرحلة جديدة من العلاقات الإقليمية غير المتوازنة وغير المتكاملة ما بين إيران والغرب والدول العربية التي تحاول ان تحافظ على هويتها ووجودها.
وأضاف أن التقارب الإيراني ـ الأمريكي قد يأتي خصما من حساب العلاقات الأمريكية ـ العربية، موضحاً أن هناك في الولايات المتحدة من يراهن على مستقبل الشرق الأوسط من خلال السياسة الإيرانية ، خاصة في ظل التغيرات التي تتعرض لها المنطقة، وانتشار ظاهرة الإرهاب، التي خلقت صورة يظهر فيها العرب المسلمين والإرهاب وجهان لعملة واحدة، مما دفع إلى تغير المفهوم الأمريكي لثقافة ومواقف وسياسات العرب، وأنهم باتوا التهديد الأخطر على الولايات المتحدة والغرب بصفة عامة، وليست إيران أو برنامجها النووي.
شدد الدبلوماسي المصري على أنه لا بد من التسليم بأن إيران دولة إقليمية كبيرة ولها تاريخ، وأنه لا نقاش حول دورها المؤثر في المنطقة، مستدركاً أن التوسع على حساب مصالح الدول الأخرى أمر مرفوض من جانب دول المنطقة، خاصة في ظل كثير من الظواهر التي تؤكد هذا التوسع.
وقال "إن عبور إيران العتبة النووية إلى قوة تسليحية، يضع المنطقة أمام سباق تسلح ومصير مجهول، وان القوة النووية إذا وصلت إلى طرف فمن غير المستبعد أن تصل إلى أطراف أخرى بالمنطقة، خاصة في ظل انهيار نظام منع الانتشار النووي، والتطورات التي تشهدها العلاقات الدولية"
بينما يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الإيراني، حسين روي وران، في حديث لـ"سبوتنيك" أن أي اتفاق بين إيران والغرب، سينقل العلاقة بينهما إلى مرحلة جديدة، مشيراً إلى أن العلاقات منذ قيام الثورة الإسلامية قائمة على إسقاط النظام الإسلامي في إيران، وأن الغرب لطالما خطط لتغيير النظام بكافة الطرق ومنها الانقلاب العسكري.
وأن الاتفاق يعني الانتقال من مرحلة المواجهة إلى التعامل، وهي مرحلة مختلفة، إذ يسلك الطرفان سلوكاً يقوم على الاحترام المتبادل وليس إسقاط الآخر، منوهاً إلى أن المرحلة القادمة مبنية على قاعدة احترام مخاوف الآخر وعدم الانفراد بالقرار.
واستطرد قائلا" إن حالة التعامل المطروحة والمتوقعة ليست واضحة المعالم، وهي مرحلة تتوقف على السلوك الميداني، وأن ما تحقق في مسار العلاقات ما هو إلا جزء قليل مما يجب أن تكون عليه مستقبلا".
وأشار الكاتب الصحفي، إلى أن إيران يمكن أن تقوم بدور كبير في مكافحة الإرهاب وهي اثبتت من خلال الدور الاستشاري الذي تقوم به في العراق وسوريا، انها أحد أهم ركائز هزيمة التيار التكفيري في المنطقة، وأن هذا جزء من الواقع الذي يتقبله الغرب.
واعتبر أن شعور بعض دول المنطقة بأن التقارب الغربي ـ الإيراني سيأتي على حسابها، لا أساس له من الواقع، مشيراً إلى قرار إيراني بالانفتاح على دول المنطقة وهي لا تريد ان تكون علاقاتها سيئة مع دول المنطقة.
أوضح أنه بعد الاتفاق سيكون هناك انفتاح إيراني على دول المنطقة، على أن يكون في إطار محدد، من احترام السيادة وتجنب دعم وتسليح الجماعات المتطرفة، وان محاربة الإرهاب سيكون المحدد الأول في علاقة إيران مع دول المنطقة.
أوضح أن يكون لإيران برنامج نووي سلمي هو مكسب كبير فرضته على الدول الغربية، من خلال إصرار وتمسك وصمود الإيرانيين، واعتبر ان السباق النووي من جانب السعودية والإمارات، إذا كان في الجانب السلمي لإنتاج الطاقة فهو حق لكافة الأطراف.
وعبر عن اعتقاده بأن إسرائيل لن تسمح بالسباق النووي في المنطقة، وهي التي تنفرد بهذا السلاح، وهي تدفع الولايات المتحدة للمواجهة مع إيران، وبالتالي فلن تسمح لأي طرف في المنطقة بامتلاك السلاح النووي.