القاهرة- سبوتنيك- أحمد البنك
وتزامن ذلك مع تسريبات لوسائل إعلام تركية قالت إن أنقرة تتهيأ لشن عملية عسكرية داخل سوريا لخلق ما يسمي بـ"ممر آمن" على الحدود شمالي سوريا بطول 110 كليومترات وبعمق تضاربت بشأنه التقارير، فبعضها قال إنه سيصل إلى 28 كيلومترا، بينما رجح آخرون أنه ربما يمتد إلى 33 كيلومتراً على الأقل، وقد يزيد.
شروط الجيش
لكن العميد محمد عيسي، الخبير العسكري السوري، كان له رأي آخر، مستبعدا حدوث أي اجتياح تركي للشمال السوري وقال في تصريحات خاصة أدلى بها لوكالة "سبوتنيك" الروسية، الثلاثاء، "إنه من المستحيل أن تقوم تركيا بالدخول لسوريا لعمل ما يسمي بالمنطقة الأمنة"، مؤكدا أن "الظروف الدولية لن تسمح بذلك، وتحديدا الموقفان الروسي والايراني، وكذا السوري، الرافضين لأي تدخل من قبل تركيا في شؤون البلاد".
وأكد عيسى أن الخلافات الداخلية في الإدارة التركية والنظام التركي دفعت بالرئيس أردوغان إلى التلويح بورقة التدخل في سوريا.
وقال العميد محمد عيسى:
"إن الجيش التركي يشترط جملة من الشروط للتدخل عسكريا في سوريا، وهو تقديم الرئيس التركي طلب يؤكد فيه تحمله لكامل نتائج العملية العسكرية".
سقوط حزبي
وأوضح العميد عيسى أن حصول تركيا علي موافقة سورية، وإيرانية، وروسية، لتدخل عسكري "أمر مستحيل"، مؤكدا أن أردوغان سيفشل في تمرير مشروعه الرامي إلى التدخل في الشأن السوري عسكريا.
وبخصوص ما صرح به أردوغان بشأن خوفه من كيان كردي مستقل شمال سوريا، أكد عيسى أن "الأكراد يعتبرون أنفسهم جزءاً من المكون السوري الوطني"، موضحا أن وحدات الحماية الكردية جزء لا يتجزأ من الجيش العربي السوري ويتلقى تسليحه وتدريبه منه.
وأشار إلي أن الأكراد مكون سوري خالص ولا دخل لتركيا بهذه القضية، موضحا أن الرئيس أردوغان يدفع ببلاده لموقف سياسي لن تستطيع الخروج منه، موضحا أن ذلك يرجع إلى أسباب داخلية تتعلق بسقوط حزبه في الانتخابات الأخيرة.
بالون اختبار
واتفق نظير مجلي، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، مع ما ذهب إليه العميد السوري محمد عيسى، معتبراً أن ما صرحت به تركيا بشأن تدخل عسكري في سوريا بمنزلة "بالون اختبار لقياس ردود الأفعال حول هذا التحرك"، موضحا أنه لا يوجد قرار تركي لدخول سوريا، وأن هذا الأمر يجري فصحه في الغرب، وذلك بسبب الانتقادات الواسعة التي تعرضت لها تحركات الدول الأوروبية والأمريكية ومساهمتها في تأسيس المنظمات الإرهابية في الوطن العربي في سوريا وليبيا واليمن.
وأكد مجلي أن الشارع العربي يوجه اتهامات للغرب بأنه خلق المنظمات الإرهابية وأنه مسؤول عن أبشع الجرائم التي يقدم عليها تنظيما "داعش" و"جبهة النصرة"، وأن يكون هناك جدية من الغرب لمحاربة التنظيمات الإرهابية بشكل أقوي.
كماشة لسوريا
ولم يستبعد خبير الشؤون الإسرائيلية قيام إسرائيل بتدخل عسكري في سوريا، موضحا أن الاجتماع الذي عقد بين مسؤولين في وزارتي الخارجية، أحدهما إسرائيلي والآخر تركي تم التباحث خلاله في قضايا عدة من ضمنها الأوضاع الاقليمية، مشيرا إلى أن هناك انسجاما بين تركيا وإسرائيل تجاه الوضع السوري.
وأكد أن أنقرة معنية بأن يكون لإسرائيل دور ضد النظام السوري والرئيس الأسد، موضحا أنه يمكن أن يتم تقسيم الأدوار بين إسرائيل وتركيا، بحيث تتدخل تل أبيب في سوريا بـ"حجة الدروز"، وأن تتدخل تركيا من الشمال "كي تقع سوريا في كماشة بينهما"، وهو السيناريو الذي حذر منه الرئيس الراحل حافظ الأسد.