إعداد وتقديم نواف إبراهيم
يستمر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" بعملياته الإرهابية في كل مكان والتي تشتد وطأتها في العراق وسورية تحديداً وكما ذكرنا في حلقات سابقة أن عمليات التدمير التي يقوم بها تنظيم "داعش" لم تتوقف على الأعمال الإرهابية بمختلف أشكالها من قتل وذبح وتهجير للأبرياء وسبي النساء وخطف الرجال وتسخيرهم لخدمة "داعش" في أماكن مختلفة وإنما وصل بهم الأمر الى ممارسة الأعمال الإرهابية ضد الآثار والمتاحف في كل مناطق سورية والعراق وحدثت الكثير من أعمال التدمير للأرث الثقافي والحضاري في العراق وسورية، مؤخرا وصل "داعش" الى مملكة تدمر السورية الآثرية التي تعتبر من الإرث الحضاري الثقافي العالمي وفق قرار من منظمة اليونسكو، ودمر فيها أحد أهم التماثيل التاريخية "آلهة اللات" أو أسد اللات الذي يزن 15 طناً ويصل ارتفاعه الى 3.5 أمتار، واكتشف في عام 1977 ويعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، كما وسرق 8 تماثيل آخرى وتم تدميرها بقرار من الهيئة الشرعية لتنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة منبج، وكانت إيرينا بوكوفا ، مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة قد صرحت لبي بي سي، أنها تعتقد أن بعض التحف الأثرية المنهوبة من العراق وسوريا وصلت إلى أيدي جامعي التحف في بريطانيا بعد أن باعها مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى مهربين، وأضافت أن عمليات النهب تتم على نطاق واسع، حيث يمول تنظيم "الدولة الإسلامية" أعماله الإرهابية من المتاجرة غير القانونية بالتحف الأثرية وحذرت مدير عام اليونسكو، التي تزور لندن هذه الأيام، من مستوى الهجمات على التراث الثقافي، والحاجة إلى فعل دولي لمكافحة تهريب التحف الأثرية وحذرت بوكوفا من أن تجارة الآثار المهربة تسهم في تمويل الإرهاب بشكل كبير وأكدت بوكوفا أن 60 بالمئة من مدينة حلب القديمة، التي تعد أحد مواقع التراث العالمي التي يجب الحفاظ عليها، قد دمر، وأضافت أن نحو 2000 موقع أثاري من بين نحو 10 آلاف موقع أثاري في العراق باتت اليوم تحت سيطرة مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وحذرت بوكوفا من أن التحف الأثارية القيمة في المنطقة تباع عبر وسطاء ومهربين إلى جامعي التحف الفنية والآثارية، وتسهم هذه التجارة في تمويل الإرهاب بشكل كبير ودمر تنظيم "الدولة الإسلامية" العديد من المواقع الأثرية في العراق، آخرها مدينة نمرود القديمة، وكان مدير المتحف البريطاني نيل ماكغريغور قد قال لصحيفة التايمز اللندنية الشهر الماضي، إن المتحف يحاول توفير الحماية للقطع الأثرية المنهوبة من مناطق النزاعات.
وأشار إلى أن المتحف البريطاني بلندن يقوم بحماية قطعة أثرية ثمينة نهبت من سوريا بأمل إعادتها إلى موطنها الأصلي عند عودة الاستقرار اليه.
هنا يتبادر إلى الذهن الكثير من الأسئلة وأهمها: من الذي يقف وراء هذه العمليات في الحقيقة ؟ ولمذا هذا التدمير للأرث الثقافي الحضاري العالمي؟ ومن هي الجهات التي تدعم التنظيم الإرهابي "داعش" لتنظيم عمليات السرقة والنهب وبيع الآثار للعصابات في دول الجوار؟ وماهي السبل التي يمكن لسورية من خلالها استراجاع هذه الآثار التي لاتقدر بثمن؟
هذه التساؤلات وغيرها نطرحها في حلقة اليوم على المدير العام للآثار والمتاحف في سورية الدكتور مأمون عبد الكريم