فقد درَّب تنظيم "داعش"، عشرات الأطفال الشيعة من قضاء تلعفر أكبر أقضية العراق في الشمال التابع لمحافظة نينوى، على القتال والعمليات الإرهابية والانتحارية، تزامناً مع تحضيرات القوات العراقية لاستعادة المحافظة.
وكشف رئيس تحرير "شبكة إعلاميو نينوى"، محمد البياتي، لوكالة "سبوتنيك"، الاثنين، أن تنظيم "داعش"، درب 30 طفلاً شيعياً كان قد اختطفهم في 17 يوليو/ تموز العام الماضي، من تلعفر، في أحد معسكرات التدريب التابعة للتنظيم على حدود الموصل الجنوبية.
وأوضح البياتي، أن أعمار الأطفال، ومعهم مراهقون، تراوحت ما بين (10- 17) عاماً، نُقلوا بداية الأسبوع الجاري إلى دار "البراعم لرعاية الأيتام" بمنطقة الزهور شرقي الموصل مركز محافظة نينوى.
ويحتجز "داعش" في "دار الأيتام" هذا، 45 طفلاً من الأيزيديين الذين سبى التنظيم أمهاتهم وشقيقاتهم، وذبح أباءهم وإخوانهم، منذ الثالث من أغسطس/ آب العام الماضي في قضاء سنجار غرب الموصل، مع 50 طفلاً من المكون الشيعي من قضاء تلعفر، الذي يضم غالبية من التركمان.
ويشير البياتي، إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي، نقل الأطفال والمراهقين الايزيديين من دار الأيتام المذكور، إلى أماكن مجهولة، وبعضهم منحوا لعناصر وقادة التنظيم، ومن بقي في الدار الأطفال الشيعة فقط.
وتتولى خمس مربيات تقديم الرعاية والاهتمام بالأطفال الموجودين في الدار، وهنّ موظفات ليس لهن علاقة بتنظيم (داعش)، مثلما أشار البياتي، ذاكراً، أن المربيات عجزن عن أداء مهامهن والسيطرة على الأطفال من شدة بكائهم لافتقادهم لعوائلهم.
ويقول البياتي، إن تنظيم "داعش" يستخدم الأطفال العراقيين المختطفين لغرضين؛ أولهما، إنشاء عناصر مؤمنة بأفكاره، واستخدامهم في العمليات العسكرية النوعية كالتسلل إلى المدن وتفخيخ العجلات والمنازل، أو إرسالهم كانتحاريين.
أما الغرض الثاني، فيتركز في جعل الأطفال خلايا نائمة مستقبلية لتنظيم "داعش" حتى بعد أن ينهار بسيطرته في مناطق شمال وغرب العراق، أن يتحكم بهم واستخدامهم لتنفذ مخططاته.