التهدئة التي وقعت في السادس والعشرين من أغسطس/ آب الماضي في العاصمة المصرية القاهرة، وأوقفت القتال لم تلتزم إسرائيل ببنودها مما يجعل الأوضاع في القطاع مرشحة للانفجار في أي وقت بسبب عدم رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وعدم إعمار ما دمرته إسرائيل في الحرب، بالإضافة إلى الخروقات الإسرائيلية لاتفاق التهدئة.
"عملية زيكيم"
ورغم مرور عام على الحرب، فإن مفاجآتها لم تتوقف، والتهديدات من قبل إسرائيل والمقاومة الفلسطينية ما زالت مستمرة، حيث كشفت "كتائب القسام" عن تفاصيل عدد من عملياتها التي نفذت خلال الحرب.
وقالت "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، إن عمليتها البحرية التي نفذت بعد 24 ساعة من بدء الحرب في قاعدة "زيكيم" العسكرية الإسرائيلية كانت على مرحلتين، حيث تسلل أحد عناصرها عبر البحر وعاد بسلام.
وكشفت "القسام" لأول مرة عن صور ومقاطع فيديو للعملية ومنفذيها، الذين تسللوا عبر البحر على مرحلتين؛ إحداهما، للاستكشاف. والأخرى، كانت هجومية، واستطاعوا خلالها، وبحسب القسام، الاشتباك مع قوات الجيش الإسرائيلي وتفجير عدد من الآليات.
صواريخ جديدة
من جهته، أعلن الناطق باسم "القسام"، أبو عبيدة، إدخال صاروخين جديدين للخدمة، لكنه لم يكشف عن تفاصيل ومدى هذين الصاروخين.
قيادات وناطقون باسم أجنحة عسكرية فلسطينية، أكدوا لوكالة "سبوتنيك" الروسية جاهزية المقاومة الفلسطينية للرد على أي هجوم إسرائيلي جديد على قطاع غزة.
قائد بارز في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، أشار إلى أن "أن السرايا أنهت استعداداتها وباتت مستعدة لأي هجوم إسرائيل قادم على غزة".
ويضيف القائد في "سرايا القدس" أن عناصر السرايا بدأت الإعداد والتجهيز للمعركة القادمة قبل انتهاء الحرب الأخيرة، لأنه لا يعلم أحد متى يمكن أن تكون الحرب القادمة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع.
قنبلة موقوتة
ومن جانبه يقول الناطق باسم "ألوية الناصر صلاح الدين"، الجناح العسكري للجان المقاومة، أبو عطايا، "نحن الآن كقنبلة موقوتة لن تنفجر إلا بوجه الاحتلال في حال الاستمرار بعدم الالتزام بوقف القتال".
ويضيف قائلاً: "الاحتلال إن أراد حرباً فنحن لها بالمرصاد، وإن أراد تهدئة فأهلاً وسهلاً برفع الحصار وإعادة الإعمار".
وتوعد أبو عطايا إسرائيل في حال نشوب بمواجهة جديدة.
خطأ التهدئة
من جهته، يقول الناطق باسم "كتائب أبو علي مصطفى"، الجناح المسلح للجبهة الشعبية، أبو جمال "إنه فور انتهاء حرب صيف 2014 بدأت المقاومة الاستعداد لجولة أخرى للتصدي للاحتلال الذي لن يكف عن ممارسة الجرائم بحق الشعب الفلسطيني".
ويتابع: "نحن لا نستعد لجولة أخرى كي ندافع عن شعبنا في غزة فقط بل نحن رسالتنا دفاعا وتحرير كل فلسطين".
ورفض أبو جمال التهدئة مع إسرائيل جملة وتفصيلاً، وقال: "لا نؤمن بشيء اسمه تهدئة ووقف القتال بالنسبة لنا، فالتهدئة فقط في حالة واحدة عند طرد المحتلين من كل فلسطين".
واعتبر كل جهد باتجاه التهدئة "سياسة خاطئة وتلحق الضرر بالقضية والشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الكتائب لن تعترف بها".
وقال أبو جمال: "يجب على وفد المفاوضات أن يطلب من الراعي المصري أن يقف عند مسؤولياته ويلجم العدو ويوقف الخروقات"، كما طالب قوى المقاومة بحث الخروقات الإسرائيلية، مؤكداً أن المقاومة لن تصمت على الخروقات.
غرفة عمليات
من جهتها، أكدت كتائب المقاومة الوطنية على ضرورة تثبيت الإنجازات الكبيرة المحققة على يد فصائل المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني وبما يضمن أن تضحيات "الشهداء" لم تذهب هباءً.
وطالبت كتائب المقاومة بضرورة تعميق الوحدة الوطنية وتعبئة الطاقات والجهود لإعادة إعمار قطاع غزة وكسر الحصار.
ودعت الكتائب إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية كافة للوصول إلى جبهة مقاومة متحدة ببرنامج ومرجعية سياسية واحدة تضم الفصائل جميعها لمواجهة اعتداءات إسرائيل.