فالبداية كانت من داخل مجلس الوزراء، وما هي إلا دقائق قليلة على بدايتها، حتى وقع إشكال بين رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل على خلفية ما كان قد توجه به باسيل إلى سلام قائلا "لقد تعديتم على صلاحيات رئيس الجمهورية"، فرد سلام بانفعال كبير، قائلا "أنا بحكي وإنت بتسكت، ولم أعطك الإذن بالكلام، وافعل ما يريحك".
التوتر وارتفاع حدة الخطاب في السراي الحكومي، انعكس على الشارع بعد أن نزل المئات من أنصار التيار الوطني إلى وسط بيروت وتظاهروا على مقربة من مقر مجلس الوزراء، حاملين الأعلام اللبنانية والبرتقالية ومرددين هتافات داعمة للنائب العماد ميشال عون.
أحد المتظاهرين قال لسبوتنيك بأنهم نزلوا اليوم "لاسترجاع حقوق المسيحيين المهدورة"، معتبرا أنه في هذه المرحلة لا يوجد سوى حقوق الشارع المسيحي مغبونة، إن بسبب قانون الانتخابات غير المنصف للمسيحيين، أو بفعل عدم تعيين قائد جديد للجيش، إضافة إلى محاولات بعض الأطراف السياسية عدم الإتيان برئيس قوي للجمهورية.
وفي هذا السياق، قال عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب سليم سلهب لسبوتنيك، إن خلفية الإشكال الذي وقع بين وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس الحكومة تمام سلام في جلسة مجلس الوزراء يعود إلى صلاحيات وآلية العمل التي كانت موجودة ومتفق عليها من قبل الوزراء بعد أن تغيرت من دون معرفة الوزراء بهذا الأمر.
وشدد على أن خيار لجوء التيار الوطني الحر إلى الشارع هو موقف رئيس الوزراء تمام سلام من تخطي بعض المكونات الموجودة، وأن القرار الذي اتخذه سلام ليس قانونيا ولا دستوريا. وأكد سلهب أن التحركات التي يقوم بها التيار ما هي إلا بداية تحركات شعبية، ومن الممكن أن تتطور لأن الدستور ينص على حرية التظاهر والتعبير عن الرأي.
وأضاف سلهب أنه أصبح هناك خطر على حكومة تمام سلام وعلى الكيان والنظام وعلى العيش المشترك في لبنان، حيث أن مواقف التيار الوطني الحر صادقة وليست مناورات، وقال "من الممكن تغيير النظام الحالي في لبنان، وإذا كان خيار استقالة وزراء التيار الوطني الحر مفيد فسوف تكون الاستقالة، ولكن في الوقت الحالي لن يتقدموا بالاستقالة مشيرا "إلى المخاوف التي ستؤدي إلى الانهيار التام للكيان اللبناني.