وكانت 10 مقاتلات تركية من طراز "إف-16"، المرافقة لطائرة مجهولة، قد حاولت عدة مرات دخول المجال الجوي اليوناني من اتجاهات مختلفة في بحر إيجه. ولم يطلب الجانب التركي إذن من قبل اليونان، التي اعترضت طريق الطائرات التركية في كل محاولة، لكن ما يثير الاهتمام هو أن مقاتلتين كانتا مزودتين بالصواريخ.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الحادث أمر عادي في العلاقات بين البلدين، وهو السادس من نوعه خلال العام الجاري. ويكمن سبب الخلاف في النزاعات الإقليمية على عدة جزر غير مأهولة في بحر إيجة.
لكن ما يثير القلق هذه المرة أن السرب التركي كان كبيرا. كما أن الطائرات التركية لم تحلق في المجال الجوي المتنازع عليه، بل دخلت إلى المجال الجوي اليوناني. كما أن مقاتلتين كانتا تحملان الصواريخ، والأهم من ذلك كله أن السرب التركي كان يخفي طائرة استطلاع أو نقل. وكانت المقاتلان تحوم حول الطائرة المجهولة مباشرة، بينما كانت بقية الطائرات تشكل سحابة حولها. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التوزيع يسبب خللا في عمل الرادار. وفي حل إطلاق صاروخ عليها، فلن يتمكن من تحديد الهدف أو سيتبع أول هدف يعثر عليه، مع أنه كان يجب أن يصيب المركز، أي الطائرة الواقعة تحت الحراسة.
وباختصار فإن هذا تكتيك خاص لاختراق نظام دفاع جوي. ففي حال كان ذلك تدريب على اختراق النظام الجوي لطائرة واحدة هامة، فلم تم اختيار اليونان لذلك؟ إذ كان بإمكان اليونانيين إطلاق النار عليهم. وإن كانت محاولة إدخال الطائرة الغامضة إلى المجال الجوي اليوناني، فما الذي كانت تحمله؟