وتكاد مشاهد انتحار عناصر تنظيم "داعش" أن تصبح شأناً يومياً في الموصل، مركز محافظة نينوى، التي يسيطر عليها التنظيم منذ العام الماضي، تزامناً مع تقدم القطاعات العسكرية العراقية في ساحات القتال شمالاً وغرباً.
وسرب ناشط محلي من داخل الموصل، لوكالة "سبوتنيك"، معلومات عن تكرار إقدام عناصر بتنظيم "داعش" على الانتحار بشكل يومي، ومنهم اثنان واحد انتحر في منطقة المجموعة الثقافية وآخر في حي البعث، في المدينة.
وأضاف الناشط، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، أن من بين عناصر تنظيم "داعش"، الذين انتحروا ما بين شنق أنفسهم داخل غرفهم أو قطع معاصم أيديهم، "ذباح" في الموصل عثر عليه مشنوقاً بغرفته.
وبيّن أن عناصر التنظيم ينامون في شوارع الموصل بأحزمة ناسفة تخوفاً من إعلان ساعة الصفر عليهم من قبل القوات العراقية لتحرير نينوى، كذلك خوفهم من قصف مقراتهم.
ويقول إن بعض عناصر التنظيم أخبروا المواطنين في الموصل "أنهم لا يستطيعون التراجع والعودة إلى ديارهم العربية والأجنبية نادمين، لأن قادة التنظيم توعدوا بقتل كل متراجع، وحصل ذلك للكثيرين".
ولفت إلى أن الكثير من عناصر "داعش" العراقيين حصلوا على إنهاء انتمائهم بالتنظيم مقابل سدادهم مبلغ مالي ضخم قدره 120 ألف دولار أمريكي عن العنصر الواحد، دفعوها إلى القادة، وفروا من الموصل إلى تركيا، والحال مستمر.
وتحدث الناشط عن حالات انهيار نفسي وخلل تصيب أدمغة عناصر التنظيم الذين خاضوا معارك شرسة سواء في صلاح الدين، شمال بغداد، أو في كوباني المدينة السورية الكردية، لا سيما بين أولئك الذين عادوا بعد موت كل زملائهم وأصدقائهم بالتنظيم.
ويصاب عناصر تنظيم "داعش" بحالة فوبيا وهلع من السكان في الموصل، ليس كما دخلوها بادئ الأمر في يونيو/ حزيران العام الماضي، عندما فرضوا سيطرتهم الكاملة بانسحاب مؤلف للقوات الأمنية.
ونفذ تنظيم "داعش" مجازر وصفت بالوحشية بحق العراقيين الذين وقعوا ضحايا في المناطق التي هيمن عليها، قتل وهجر منهم مئات الآلاف غالبيتهم من الأقليات الدينية التي يعود تاريخ وجودها في هذه المناطق إلى ما قبل الميلاد وظهور الإسلام.