وقال البرلماني في حديث لـ "سبوتنيك" إن الغاية من زيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى القرم تمثلت في جمع شهادات حية من خلال اتصالات النواب بأهالي المنطقة والمسؤولين الإداريين فيها تثبت صوابية قرار الانضمام التاريخي في ظل تمتعهم بكامل الحقوق الناتجة عن جنسيتهم الروسية.
وصرح غواسغين بأنه تأكد أثناء الجولة في شتى أنحاء شبه جزيرة القرم من صحة كلام رئيس مجلس الدوما للبرلمان الروسي، سيرغي ناريشكين، الذي استقبل الوفد قبيل توجهه إلى القرم بأن سكان هذه المنطقة عاشوا حالة اغتراب مصطنعة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 وحتى ربيع 2014، وهم يحلمون بالعودة إلى الوطن الأم.
والمعروف أن الرئيسين الروسي بوريس يلتسين والأوكراني ليونيد كرافتشوك كانا يدركان، حسب اعترافاتهما، أن مشكلة مصير شبه جزيرة القرم مع قاعدة سيفاستوبول البحرية الروسية الموجودة على أراضيها، تحتاج إلى حل شامل قانوني بين الدولتين، يأخذ بعين الاعتبار تطلعات سكانها الطبيعية التاريخية، إلا أنهما فضلا إبقاء المشكلة عالقة أمام كومة هائلة من المعضلات الأخرى التي نتجت عن تفكك الدولة السوفيتية العظمى وجسمها الاقتصادي.
إلا أن التاريخ نفسه صحح غلطتهما وأصبحت القرم جزءا من دولة روسيا الاتحادية بعد الاستفتاء العام في مارس/آذار 2014، الذي أعرب أكثر من 90 بالمائة من سكان الإقليم خلاله عن رغبتهم في العودة إلى الوطن الروسي الأم. حدث ذلك على خلفية انقلاب الدولة في فبراير/شباط من السنة ذاتها في كييف، الذي أدى إلى الإطاحة بالرئيس الشرعي فيكتور يانوكوفيتش ووصول قوى متطرفة من القوميين المتعصبين الأوكرانيين إلى السلطة، أعلنت معاداتها لكل ما هو روسي في أوكرانيا وبالدرجة الأولى في شبه جزيرة القرم، على حد قول رئيس مجلس الدوما الذي استحسن "القرار الشجاع" للبرلمانيين الفرنسيين العشرة بزيارة القرم للوقوف على الحقيقة.
وقال كلود غواسغين، إنه شخصيا مثل العديد من رجال السياسة والقانون والثقافة في فرنسا، يعتبر القرم وسيفاستوبول جزءا لا يتجزأ من روسيا الاتحادية انطلاقا من شرعية نتائج استفتاء مارس/أيار 2014 في الإقليم، مشددا على أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالموافقة على قبول القرم وسيفاستوبول في قوام روسيا الاتحادية أنقذ أهالي الإقليم من حرب إبادة بحقهم من قبل كتائب المتعصبين الأوكرانيين.