أجرى الحوار نواف إبراهيم
تشتد وطأة التجاذبات السياسية بين أطراف النزاع على حل الأزمة السورية، وهنا أقصد تماما ماتعنيه جملة أطراف النزاع على حل الأزمة السورية، لانه بالفعل انتقل الصراع إلى نزاع أطراف بعد ان استطاعت الجمهورية العربية السورية أن تحقق انتصارات ميدانية عسكرية وسياسية دبلوماسية كبيرة جداً أجبرت العدو قبل الصديق على أن يقتنع أن ماجرى ويجري في المنطقة يشبه كل شيء ماعدا الربيع، لابل جحيم طال شره كل مناطق العالم من تفجيرات وأعمال إرهابية وغيرها من أحداث مفتعلة من هذه الدولة أو تلك، للضغط على هذا الطرف أو ذاك في سباق غير معهود لتحقيق مكاسب على حساب الدم السائل في المنطقة، وتحديداً في سورية والعراق، ولكن الأمر الجديد القديم هو تقلب المواقف الأمريكية الرسمية وغير الرسمية بشأن الأحداث في سورية وكأنها في عالم آخر، حيث أنه جاء على لسان أحد المسؤولين الأمريكيين مؤخراً، أن برنامج "البنتاغون" لتدريب عناصر من المعارضة السورية المعتدلة بأنه فاشل تماماً، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً قد عمدت على اتباع هذه السياسة والعمل على تدريب عدة آلاف من عناصر المعارضة المسلحة المعتدلة، لا بل وهددت بمواجهة ومعاقبة من يعتدي عليها، حتى لو كان الجيش العربي السوري، وكانت النتيجة أن فشلت الولايات المتحدة في هذه الحالة أيضاً، حيث أنه اختفى عدد كبير من هذه العناصر خلال المواجهات مع داعش ومنهم من اعتبر في عداد المفقودين، أو تمت تصفيتهم على أيدي المجموعات الإرهابية الأخرى كجبهة النصرة وغيرها، لابل انضم بعضهم طواعية إلى مايسمى بالدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، مايدل قطعاً على أن استراتيجية الولايات المتحدة العسكرية والسياسية فشلت بالكامل منذ بداية تدخلها في الأزمة السورية ولم تحقق أي نتيجة حتى الآن على أي صعيد، بالمقابل استطاعت سورية ومن معها من الحلفاء وعلى رأسهم روسيا وإيران أن تحقق الكثير من الانجازات التي نرى نتائجها حاليا على الصعيد المحلي والأقليمي والدولي، وظهور بوادر اقتناع جميع الأطراف المتنازعة على أهمية الحل السياسي وأن لاخيار غيره في ظل نتاج الإرهاب الذي يحدث ويتمدد إلى دول المنطقة والعالم.
إذا رغم كل شي، نرى أن الأزمة السورية تتجه في هذ الأيام إلى تعقيد أكبر مما كانت عليه سابقاً بالرغم من كل الجهود المبذولة والمسايرات التي تقدمها الدولة السورية لهذا الطرف أو ذاك، وبالتعاون مع المجتمع الدولي فهل سيرضخ المجتمع الدولي للأمر الواقع ويسير في الاتجاه الذي يؤدي بالفعل إلى الحل السياسي بما يتطابق مع القوانين والشرائع الدولية أم أنه سيتمر في التعنت والمراهنة على إضعاف الجيش السورية وإسقاط الدولة السورية الأيام القادمة كفيلة بالرد والإجابة عن هذا التساؤل وغيره
نتابع هذه التفاصيل في الحوار الذي أجريناه مع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ أحمد صوان