واتجهت روافد بشرية من بقاع البلاد المختلفة، عصر اليوم، إلى قلب بغداد في "ساحة التحرير" تحت نصب "الحرية" الشهير، بأعداد غفيرة للتظاهر ضد الحكومة التي حملت المواطن تلالاً من الأزمات بسبب فساد المسؤولين.. على حد لافتات حملها المتظاهرون.
تقشف مدمر
رصدت وكالة "سبوتنيك" الغليان الشعبي العراقي، في بغداد، في ثاني جمعة تظاهر له ضد تردي الخدمات، لاسيما الكهرباء المتأزمة الانقطاع، رغم الأموال الخيالية التي صرفت لها، وحال البلاد التي ترزح تحت وطأة فساد مستشرٍ بدوائر الدولة كافة.
ومن "ساحة التحرير"، لخص المتظاهر الشاب، مصطفى محمد لوكالة "سبوتنيك"، مطالب التظاهرة في بغداد، بدعوة الحكومة إلى الوقوف على حالات الفساد المستشرية في جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها، ومحاسبة الفاسدين ومقاضاتهم".
وأضاف محمد، نُشدد على تحسين الخدمات وتوفير ما يستحقه أي إنسان من كهرباء ومياه صالحة للشرب.
واتهم المتظاهر سعد كريم، من "ساحة التحرير" أيضاً، الأحزاب الإسلامية النافذة في البلاد، بالفساد المالي والإداري، قائلاً "باسم الدين سرقوا ثروات البلاد والمناصب، والمواطن يدفع الثمن، ويتحمل التقشف المدمر للفرد".
مطالب مرعبة
وقبل انطلاق التظاهرات، أعلن رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، استعداد مجلس النواب، استجواب أي وزير يُشير إليه المتظاهرون اليوم في تظاهراتهم، لمحاسبتهم وتلبية مطالب التظاهرات، التي وصفها الناشطون بالخطرة والمرعبة للسياسيين، لما لها من دور بالإطاحة بهم، لاسيما أن المرجعية الشيعية في النجف أيدت المطالب الشعبية، وحثت رئيس الحكومة حيدر العبادي، على اتخاذ إجراءات بحق السياسيين الفاسدين دون تردد.
فصل الدين
واستقطبت التظاهرات جموعاً من العلمانيين والفنانين والإعلاميين والكتاب والناشطين والناشطات في المجالات المدنية والإنسانية وحقوق المرأة، بينهم من حمل لافتات وصفت بأنهها "الأكثر جرأة" لما تضمنته من دعوات وعبارات تطالب بـ"فصل الدين عن السياسة" و"إبعاد رجال الدين والمعممين عن السلطة"، و"منعهم من التدخل بقرارات البلاد".
وآخرون منحوا التظاهرات طابعاً طريفاً وساخراً حاملين أجهزة تبريد معطلة و"سخانات مياه متهالكة"، تنديداً بتردي تزويد المواطن بالطاقة الكهربائية في عز الصيف اللاهب هذه السنة عن بقية الأعوام التي شهدت يوماً واحداً فقط بـ50 درجة، لكن العام الحالي أبت الحرارة فيه أن تهبط عن هذه الدرجة خلال أيام الصيف، فضلاً عن "سخونة" الأحداث السياسية التي فاقت حرارة الأجواء.