وأشار "المرصد" في بيان صادر، السبت، إلى ما أفتى به "تنظيم القاعدة" مؤخرًا بضرورة ردم "قناة السويس" وإغلاق مضيق باب المندب، معتبراً أن هذه الدعوة مقصودة، وتأتي في التوقيت الذي افتتحت فيه مصر قناة السويس الجديدة.
وقال "المرصد" إن "التنظيمات الإرهابية ترى الأمور عكس ما يراها الجميع، فالبناء والتنمية في الممرات المائية بالنسبة لعقيدتها مؤامرة ضد الإسلام ونهاية للعالم وآخر الزمان، ما يتطلب معها ردم قناة السويس القديمة والجديدة، علي حد زعمهم، وتضييق مضيق باب المندب، وذلك لضمان انتقال الجيوش الإسلامية، على حد وصفهم المتهافت، من الشام إلى مصر وبالعكس، بالسرعة المطلوبة".
وأكد المرصد أن هذه الفتاوى، التي أطلقتها تلك التنظيمات الإرهابية، جاءت بدعوي أنها تأتي لتفويت الفرصة على الحملات العسكرية لـ"الأعداء" من الإفادة من هذا الممر الاستراتيجي؛ وبذلك تجد أي حملة بحرية عسكرية نفسها مرغمة على الدوران حول قارة إفريقيا والدوران من رأس الرجاء الصالح والصعود مرة أخرى للوصول إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، في الوقت الذي يعملون فيه على تضييقه بحيث لا يسمح بعبور حاملات الطائرات والبوارج من خلاله، وتضعه في نفس الوقت تحت التهديد المباشر للسلاح.
وأضاف المرصد أن هذه الدعوة تضاف إلى تلك الدعوات الهدامة التي سمعنا عنها من دعاة الضلال والإرهاب، والتي تدعو لهدم الأهرام والآثار في الكرنك وأبو سمبل، وأشار إلى ما قامت به الجماعات التكفيرية في العراق وسوريا من هدم التراث الإنساني والاعتداء على قبور الأنبياء والصالحين.
وشدد "المرصد" على أن الإسلام يعتبر منارة للتنمية والرقي والعمران الحضاري، وهذه هي عقيدته الأساسية التي تتمثل في الأمر الإلهي بإعمار الأرض، "تلك العقيدة القائمة على الأخذ بالأسباب، والتي جعلت المسلمين يبذلون كل جهدهم لتحقيق أسباب القوة والحضارة والتمكين غير معتمدين على الخيال والخرافات أو هدم أي منجز حضاري أو فكري أو أي تراث إنساني".