إعداد وتقديم نواف إبراهيم
العلاقات الإيرانية السورية ليست وليدة اليوم وليست وليدة التاريخ الجغرافي أو الديني كما يعبر البعض من المحلللين ، لابل الظروف الإقليمية والدولية السائدة ووحدة المصير جعلت سورية وإيران في تقارب أكثر مما كانتا عليه في السابق، وخاصة أن إيران وسورية تشكلان العصب الرئيسي في محور المقاومة الذي تشكل بفعل السياسات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تجاه المنطقة، ودعمها اللامحدود للعدو الأول لهاتين الدولتين والمتمثل بالكيان الإسرائيلي، ليظهر فيما بعد وعلنا عدو مشترك جديد كان له الدور الأكبر من بين كل دول المنطقة في دعم العمليات الإرهابية ودعم وتسليح المجموعات المسلحة التي تقاتل في سورية منذ خمس سنوات لإجبار الرئيس بشار الأسد على الرحيل عن السلطة، وكذلك الموقف الموحد الذي يجمع البلدين من كل ملفات المنطقة، القديمة والجديدة، بما فيها الحرب الدائرة على اليمن حالياً، والتي تهدف إلى تحقيق ضغط كبير على إيران من قبل السعودية بالدرجة الأولى، والتي تتهم إيران بأنها تدخل في شؤون الدول العربية وتشكل خطرا كبيرا على أمن المنطقة بحجة أنها تدعم الإرهاب والمقصود هنا قبل كل شيء حزب الله والحركات المقاومة للمشاريع الإمبريالية والغربية في المنطقة.
ومن هنا نرى أن الظروف الحالية لايمكن أن تعطي الفرصة لأي من أطراف محور المقاومة أن يعمل بمفرده، بل لابد من التنسيق على أعلى المستويات، وبالتعاون مع روسيا العدو القديم الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، والتي كان لها دور لايستهان به في منع الإعتداء العسكري على سورية واستخدام حق الفيتو مع الصين عدة مرات، عدا عن الدعم السياسي والمساعدات المختلفة في جوانب أخرى، كان لها دور في صمود سورية وتحقيق الانتصارات على المجموعات المسلحة ، وفي ظل الخسارة السياسية والميدانية لهذا الحلف الغربي العربي والتركي الإسرائيلي، وبعد توقيع اتفاق الملف النووي الإيراني نرى أن إيران تتخذ موقف المنتصر الذي بمقدوره أن يدير أهم ملفات المنطقة ، بعد الاعتراف بإيران كدولة محورية في الإقليم وختم هذا الإعتراف بالاتفاق النووي.
وزيارة ظريف تأتي بعد وقت قصير من زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى موسكو وإصراره من جديد على رحيل الرئيس الأسد، على الرغم من نضوج كل الظروف المطلوبة لمواجهة داعش بالتعاون مع سورية، بطلب مع الرئيس بوتين من خلال تشكيل حلف أقليمي لمواجهة داعش، لعله يرى النور في الفترة القادمة، ولكنه يبقى كلام لايمكن تطبيقه بسبب تعنت السعودية والمواقف الأمريكية والتركية المراوغة، والتي تعتبر الطرف المسعر والمساعد لتفاقم الأوضاع في المنطقة وتحديداً سورية، بالرغم من كل هذا الحراك والتجاذبات السياسية التي تدعو إلى الحل السريع لكل ملفات المنطقة والتوجه لمحاربة الخطر الداهم المتمثل بداعش.
نتابع النقاش حول هذا الموضوع مع أستاذ العلاقات الدولية الدكتور بسام أبو عبد الله