ويقول مستشار أكاديمية ناصر، اللواء دكتور محمود خلف، في حديث لوكالة "سبوتنيك"، الأحد، أن وصول طراد الصواريخ من روسيا إلي مصر يأتي في اطار بروتوكول التعاون بين القوات المسلحة المصرية و نظيرتها الروسية، التي تمت أثناء الزيارات لمصر و روسيا، و التي دائماً ما تؤكد علي نقاط معينة للتعاون و الشراكة الاستراتيجية، و التي علي أساسها قررت الحكومة الروسية اهداء مصر أحد الصواريخ الهجومية من طراز إر-32 مولينيا."
وأوضح خلف أن هذا الطراد قد وصل في وقت مبكر و اشترك في افتتاح قناة السويس.
كما أوضح أن الطراد "مولينيا" يتميز بانه من نظم عالية التطور و أحدث قفزة في التكنولوجيا الحربية، مضيفاً أن الجيل القديم منه هو ما استخدم في تدمير المدمرة إيلات".
نبذة عن الطراد
وأوضح مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن الطراد "إر-32 مولينيا" يعتبر من أحدث نظم التسليح، وهي أنظمة الصواريخ سطح- سطح أي البحرية، و روسيا متقدمة جداً في تكنولوجيا أنظمة الصواريخ، مشيراً إلى أن أنظمة صواريخ الطراد "مولينيا" تعتبر من أسرع الصواريخ من نوعها في البحريات العالمية بالكامل. فهي تشمل نظم تعدد الأعيرة و تعدد الأهداف لتوفير الذخيرة و يكون عالي الدقة في الاصابة.
وأوضح اللواء خلف أن أهم شيء في أنظمة التسليح يكون نظم الانذار و الحرب الإلكترونية، ما يعني انني اكتشف العدو قبل أن يكتشفني مما يساعد علي مفاجئة العدو، و هو ما يحتوي عليه "إر —32" مولينيا".
الطراد مولينيا مجرد بداية
وأشار اللواء محمود خلف إلي أنه تقرر ايفاد فريق من البحارة المصريين إلي روسيا للتدريب علي الطراد"مولينيا" علي نطاق واسع، ثم استلام عدد ليس بقليل من هذه القطع البحري، أي أن مصر سوف تحصل علي تشكيل بحري. و أن ارسال قطعة واحدة من الطراد، هي رسالة ثقة من الشعب الروسي إلي الشعب المصري.
ولفت خلف إلي أن أحدث الأنظمة كان موجود بمصر منذ ما يقرب من 50 عام، نظام "سجر"، الذي كان نظاماً روسيًا، و هو ما استخدم في اغراق المدمرة إيلات. و هنا يجب الإشارة إلي أن الاستراتيجيات العالمية قد تغيرت من بعد ما استخدمت أنظمة الصواريخ "سجر" بواسطة المصريين في الستينيات من القرن الماضي، أي الزوارق الروسية، التي استخدمتها القوات المصرية لإغراق المدمرة إيلات، ما ترتب عليه تغيير في الاستراتيجيات العالمية حيث أنه لأول مره في التاريخ تقوم زوارق صغيرة بصواريخ بإغراق مدمرة كبيرة، و بالتالي العالم لم يعد ينتج القطع البحرية الكبيرة. و لذلك المسألة كانت في السرعة و القوة التدميرية و جهاز انذار.
و شدد على أن التطور التقني في الطراد "مولينيا " يشير إلى أن القوات البحرية المصرية سوف تتحول بالحصول على هذا الطراد إلي قوة ضاربة بجدارة و تكنولوجيا متفوقة في شرق البحر المتوسط.
ولفت الخبير العسكري الاستراتيجي إلي أن حصول مصر على نظم تسليح روسية متطورة تعني أن هناك تطابق في الرؤي بين قيادة البلدين، بما يساهم في دعم الأمن و الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.