أجرى الحوار نواف إبراهيم
تستمر الحالة الميدأنية في سورية على حالها، حيث أنها تشتعل تارة وتهدأ تارة أخرى في مناطق مختلفة، لكن في الفترة الأخيرة، منذ شهرين، تجري معارك عاتية على جبهات إدلب والشمال السوري على الحدود التركية، والجبهة الجنوبية، لتعود جبهة داريا إلى الاشتعال مجدداً وصولا إلى مطار المزة وإلى أوتستراد دمشق القنيطرة، وإلى الزبدأني التي عادت فيها المعارك بعد نقض الهدنة المتفق عليها بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة، بالإضافة إلى العمليات التي تجري من مصالحات واستسلام العديد من بقايا المجموعات المسلحة في مناطق مختلفة من الجغرافيا السورية، في ظل كل هذه المجريات من الواضح أن الجيش العربي السوري يحقق أنتصارات كبيرة على المجموعات الإرهابية، وأكبر دليل على ذلك هو توجه المجموعات المسلحة نحو الضغط على الجيش من خلال قصف المناطق الآمنة، على سبيل المثال ماجرى ويجري من قصف لمناطق كفريا والفوعة بريف إدلب ، بالرغم من كل المقومات المطلوبة سياسياً وعسكريا لحل الأزمة السورية، نرى أن المجموعات المسلحة تستمر في إشعال مناطق قتال مختلفة، بالتوازي مع الحراك الساسي الذي تقوم به الدول الراعية لهذه المجموعات وعلى رأسها السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وهذا مايشرح تمرد أنقرة والرياض على الوضع الحالي الذي يجري، وبمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تخدع الجميع بسلوكها بحجة ضرب داعش وبدء العمليات العسكرية ضد مايسمى بالدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام من قاعدة أنجرليك في تركيا، هذا عدا عن الضغط الذي تحاول بعض قوى المعارضة الخارجية المتمثلة بالإئتلاف الوطني السوري المعارض الضغط سياساً على حلفاء سورية وعلى رأسهم روسيا الاتحادية، التي عبرت بالحرف وخلال لقاءات عديدة مع ممثلي الدول الداعمة للحرب على سورية، بأنها لن توقف الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي وحتى الأنسأني إلى سورية، وأن مايجري ضد سورية هو اعتداء على سيادة دولة، والأهم من ذلك أنه لابد على جميع الأطراف وخاصة الأطراف السورية الجلوس بشكل جدي إلى طاولة الحوار، وأن يكون الهدف الأساسي في هذه المرحلة هو مواجهة الإرهاب ومكافحته لأنه بات خطراً ليس فقط على الإقليم بل على العالم كله، بالمقابل تستمر الدول الداعمة للحرب على سورية في تقديم جميع أشكال الدعم اللوجستي والمادي والحربي لقتال الجيش العربي السوري وعلى أرضه، يعني الأمر هنا ليس محيراً، بل بات مفهوما تماماً بالرغم من بعض الضبابية التي تخيم على مواقف تلك الدولة أو غيرها، لكن من الواضح حتى الأن أن الميدان يسيطر عليه الجيش العربي السوري، وأن الدبلوماسية السورية حتى اللحظة تسير بقوة في الاتجاه الذي يحدده أصلاً الإنتصار على الأرض، لأنه كلما ضعف أحد الأطراف في ساحة الميدان كلما زادت قدرته على المراوغة السياسية والحصول على ضمانات وتنازلات قد لاتكون في صالحه خلال الأيام القادمة، التي يظهر الواقع ومجرياته، أنها حاسمة لأنه لم يعد هناك خيار آخر لأي طرف، إما الاتجاه نحو الحل السياسي، وإما السير في طريق حرب لاهوادة فيها قد تضطر بعض الأطراف المحلية والدولية الغوص فيها.
التفاصيل مع الخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور حسن حسن